البون العنقائي بين ( مرافعة ) الرفاعي و ( مفاجعة ) هيكل : كاريزما ( المسؤول ) أم دايلما ( المُتسوّل ) ؟!
01-04-2009 11:13 PM
[ تتألق ، كعادتها ، المؤسسة الصحفية الأردنية بنقشها الاستثماري الأغدق ومحضنها الإنتاجي الأعرق :(الرأي) ، وبعد إذ قدمت ، شأنها دائماً ، عقب اجتماع مجلس إدارتها الموقر السبت الماضي ، فرحاً جديداً غير مسبوق ، إلا من لدنها هي صحيفة الأردن الأنموذج ، ما نراهُ فلترةً نقيةً ومخلصةً لاحتشادات قادتها الطيبين ، 100% من أرباحها على المساهمين ..
تألقت بل وتفوقت على نفسها أيضاً ، حين قامت هذه المرة بفتح جديد نوعي ومحسوب أيضاً وذلك على الصعيدين المهني فالوطني بالتالي ، عبر مبادرتها ومرافعتها في آن معا ، بنشر مرافعة الكبير (دولة أبو سمير) الأستاذ زيد الرفاعي على أديمها الصحفي المبارك ، وهي بالمناسبة نص المقابلة التي أجراها الأستاذ ياسر أبو هلالة مع الرئيس الرفاعي وبثتها قناة الجزيرة في حينه ، أما الفضل الآخر للعزيزة (الرأي) فهو أن القائمين على شأن حضورها المتوهج ، قدّروا أن بعض قرائها من مشاهديّ المقابلة لم يتابعوها على الجزيرة بسبب الأحوال الجوية ..
لست أنشر جديداً قد يراه الآخرون خبر المليون لا خبر الساعة وحسب !، حين أبوح ، تالياً ، والتشخيصُ هنا والذي جعلته سادن المعبد / المقالة وحارس سطورها الدفيئة في ذات الآن ، هو اليوم فقط مبرر ومشروع أيضاً للذي أتغيّاه من غرض نبيل ، من وراء هذا البوح وهو ، وبكلمة .. فصل خطاب ، إنصاف الرجال في الإعلام الأردني ، فقد كنت الأربعاء الماضي في مكتب مدير عام بترا الزميل رمضان الرواشدة ، حين بدأ يتقاطر السادة أعضاء الهيئة الإدارية في نقابة الصحفيين الأردنيين ، بدءاً بالنقيب الأستاذ عبد الوهاب زغيلات رئيس التحرير المسؤول لِ(الرأي) ونائب النقيب الأستاذ حكمت المومني ، والذين حضروا بغرض عقد اجتماع يتعلق بموضوعة ضريبة الثقافة على وسائل الإعلام ..
الاجتماع ، آنفاً ، صار اجتماعين الثاني فقد ذكرته أما الأول والذي حضرته وكضيف طبعاً ، فكان على مائدة الأستاذ الرواشدة لكن على لذع القهوة ووقع الشاي ولسع السجائر ، قرب المائدة المستديرة للاجتماع الثاني الذي لم أحضره بالطبع ، أما موضوع الاجتماع الأول فكان (مفاجعة هيكل !) وصمت الرواد من رجال الدولة الأردنية بإزائها ..
أما خبر الساعة .. آنفاً ، وباختصار ، فهو التوقع / التبشرة على لسان النقيب زغيلات بأن (دولة أبو سمير) لديه الجواب الشافي ، وبأنه لا بد وأن يخرج عن صمته وأن يبادر بإهابه وهيبته وشفافيته المعهودة أيضاً ، إلى الرد الحازم الجازم والجامع المانع ، أدلةً دامغةً ووثائقَ محكمةً ، تدحض افتراءات هيكل وتفضح مزاعمه و تكشف ، بالمحصلةِ ، للعالمين ، حجم البؤس الذي يعانيه الرجل ودايلما التسول الفاضحة الواضحة لكل ذي لبٍ وعين ، مما يحاول ، خائباً ، التعويض عنه ، طناً يائساً وزناً بائساً ، عبر النيل من المقامات السامية والقامات السامقة للهاشميين والأردنيين ، وذلك في شخص جلالة المغفور له خالدنا الحسين طيب الله ثراه ..
موضوع هيكل ما زال حاراً طازجاً ومستفزاً لتجريد القلم من دواته التي لا تنضب ، على أن الباعث الحقيقي والرئيس على المزيد من الكتابة على هذه الأكاذيب الهيكلية ، وقد كشفتها الحقائق بالوثائق على أيدي المختصين العارفين من الساسة الإعلاميين والمفكرين الموقرين ، هو وضع أبناء الأمة العربية وبخاصة جيل الشباب أمام الحقيقة ، أي أن يكونوا ظاهرين على نقاء صورة تاريخهم الماجد وبهاء سير صانعيه من الأشراف الميامين ..
لقد جاء رد دولة الكبير الأستاذ زيد الرفاعي بالذي يليق به ، كرجل دولة عاصر غير عهد من عهود حكم ملوك بني هاشم الميمون لأردننا الأشم ، ومرجعية في الفكر الاستراتيجي والأدب السياسي يشار له محلياً إقليمياً ودولياً ببنان التوقير والإعجاب ، ما يؤكد مع اصطفاف روافع أخرى فيما هو مشهود في العالمين ، على أن لفي برديِّ أبي سمير ما اصطلح على تسميته بكاريزما الزعيم ، من هنا ولبعض متواضعٍ ، أشرنا إليه هنا آنفاً ، من كثير مغدقٍ يتفنن دولته بنبله الآسر وأدبه الجم في التهرب من بيرقه العالي الشأن ، وجدته رابط الجأش رزين الخطاب ثاقب النظرة في إطلالته البهية عبر الجزيرة على الملايين من المشاهدين العرب ، وكانت ردوده ردود رجل الدولة الزعيم السياسي حصيف الجواب لطيف الإهاب ، متوفراً على أداوته متحفزاًَ لأي مداخلةٍ ومتوفزاً لأي طارئ إعلامي قد يكون ..
لقد كفاني غير زميلٍ وكانت لي أنا أيضاً غير مقالة في مفاجعة هيكل ، غير أنني أتحدث هنا عن الرد المانع والجواب الشافي ، أو ما يجمل بي أن أسميه بخطاب الوعي ونموذجه هنا هو خطاب الرفاعي على تسطيحات هيكل ، وفي هذا المقام .. ومن باب الإنصاف ، ما يجب أن نقفز عن جملة من الردود الموضوعية لغير مؤرخٍِ سياسي وباحث موضوعي محلياً وعربياً ، ففضلاً عن مرافعة دولة الأستاذ زيد الرفاعي الأعمق بغير مقياس ، كان هناك د. سمير مطاوع و د. بكر المجالي و د. أحمد أبو مطر والأستاذ أحمد سلامة وغيرهم على الصعيد المحلي .. مثالاً لا حصراً ، أما على الصعيد العربي فكان هناك كوكبة من المؤرخين والمفكرين والإعلاميين المعروفين ، من الذين يشهد لهم بالحيدة والنزاهة الموضوعية قد أدلوا بدلائهم ، منهم للتدليل لا التمثيل الأستاذ ناصر الدين النشاشيبي ود. سيار الجميل والأستاذ كريم بقردوني والكاتب المصري المعروف وليد خليفة في سلسلة مقالات ، بالإضافة إلى الأستاذ محمد علي إبراهيم رئيس تحرير صحيفة الجمهورية المصرية ..
لا نريد ، خلوصاً ، أن ( نوسع بيكار ) المسألة .. هاهنا .. على الأقل .. فإن عاد عدنا !، إذ أن هناك أكثر من هيكلٍ يتمسحون على أعتاب معبد الزيف التاريخي بغية النيل من أطواد الأمة الشامخة ، فهناك مثالاً خير الدين زركلي الذي دس السم في دسم سير بني هاشم في كتابيه ( ما رأيت و ما سمعت ) و ( من عمان إلى عمان ) .. إن لم تخني ذاكرتي المستباحة !، و هو مما قد أجول في سهوبه إن تراخت الظروف في مقال قادم .]
Abudalhoum_m@yahoo.com