الحسين التقنية في عامها الأول
د. بسام البطوش
31-03-2018 08:12 PM
تأسست جامعة الحسين التقنية التابعة لمؤسسة ولي العهد كجامعة خاصة غير ربحية، بمبادرة كريمة من سمو ولي العهد الأميرالحسين بن عبدالله الثاني خدمة للشباب الأردني، وبهدف توفير تعليم تقني عصري ومتقدم، يفسح المجال أمام الخريجين لدخول سوق العمل المحلي والاقليمي والعالمي، بمتطلباته العصرية المتنوعة. وتهدف الجامعة الى وضع التعليم التقني في خدمة التنمية المستدامة، ليكون مرتبطا بشكل مباشر بسوق العمل، وبما يكفل تحسين قدرة الافراد والمجتمع، على صناعة المستقبل، وخلق حياة أفضل؛ فلم يعد ممكنا التعاطي مع فكرة هدر مواردنا الوطنية الأساسية في الانفاق على تعليم تقليدي، قد يكون في بعض جوانبه خارج متطلبات العصر، وغريب عنه، يخرّج أجيال لا تستفيد من التعليم الذي تتلقاه؛ بسبب الاستمرار في تدريس تخصصات لا يحتاجها سوق العمل! إضافة إلى تقادم برامج التعليم وخططها الدراسية، وضعف اهتمامها بالجانب التطبيقي، واهمالها تعليم مهارات العصر؛ كمهارات التواصل، والاتصال، وحل المشكلات، والعمل بروح الفريق، وريادة الاعمال، والقيادة، ومحو الأمية الرقمية، وتأسيس المشاريع الخاصة وادارتها.
وقد أنجزت الجامعة في عامها الأول وفي وقت قياسي تجهيز البنية التشريعية فقد صدر قانون مؤسسة ولي العهد المعدل، والذي يتيح للمؤسسة إنشاء الجامعة، ومر بجميع مراحله التشريعية. كما صدر نظام البرامج الجامعية المتوسطة الخاص بالجامعة عن مجلس الوزراء، وتم توشيحه بالارادة الملكية السامية، وقد وفّر النظام لبرنامج المهندس التقني ( الدبلوم المتوسط) الأساس التشريعي اللازم للاعتراف بالشهادة العلمية، ومنح حامليها جميع امتيازات الدرجة العلمية واستحقاقاتها في نظام الخدمة المدنية، وفي المؤسسات العامة والخاصة. كما حققت الجامعة متطلبات الاعتماد العام والخاص من هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي. ويشار الى أن جامعة الحسين التقنية تعد أول جامعة أردنية تبدأ مسيرتها الأكاديمية بالحصول على الاعتماد الدولي من Pearsonالبريطانية . مما يعزز قدرات الجامعة في تحقيق أعلى معايير الجودة في البرامج والخطط والتدريب، وبما يتوائم مع احتياجات سوق العمل ضمن معايير دولية.كما يتيح للخريجين فرصا أفضل في مواصلة دراساتهم العليا في المجال التقني، وفي الحصول على فرص عمل مميزة .
واستكملت الجامعة إنجاز المنظومة التشريعية الداخلية المتكونة من الأنظمة والتعليمات الداخلية، الى جانب توفير الانشاءات والمباني وتجهيز متقدم للمختبرات والمشاغل والشبكات والأنظمة الالكترونية. وتوفير احتياجات الجامعة من أعضاء هيئة التدريس، والكادر الاداري.
ولفهم ما أنجزته الجامعة، وما تستمر في إنجازه، وما تتطلع لانجازه مستقبلا ؛ فإن هذا يتحقق بفهم فكرة الجامعة التي تقوم على مرتكزات أربعة، يجري العمل تحت مظلتها، وهي:
المرتكز الأول: برنامج المهندس التقني (التعليم الجامعي المتوسط):
حيث يقبل فيه الحاصلين على التوجيهي في فروع العلمي والصناعي والمعلوماتية بمعدلات 60-79.9 ويمضي الطالب في هذا البرنامج عامين دراسيين، يتم التركيز فيهما على تعليم يبني قدرات الطالب المعرفية في مجال التخصص، ثم ينتقل لعام تدريبي في أحد المصانع أو الشركات المرتبطة باتفاقيات مع الجامعة، تحقق للطالب تدريبا نوعيا يؤهله للعمل. ويقبل الطلبة في كلية الهندسة في تخصصات الكهرباء، الميكانيك، الطاقة، والعمارة والمدني،. وفي كلية الحاسوب في تخصصي علم الحاسوب، وتكنولوجيا المعلومات. ويتخرج الطالب بمجموع 132 ساعة معتمدة، ويحق لخريج برامج المهندس التقني الانتقال في الحسين التقنية لمستوى المهندس التطبيقي (البكالوريوس) إن حقق المعدل التراكمي المطلوب، أو أن يستكمل دراسته في الخارج في إحدى الجامعات المرتبطة باتفاقيات خاصة مع الجامعة، ومن حقه أن يختار التجسير في إحدى الجامعات الأردنية.
المرتكز الثاني: برنامج المهندس التطبيقي (البكالوريوس):
حيث يقبل فيه الحاصلين على التوجيهي العلمي والصناعي والمعلوماتيه بمعدل 80% فما أعلىى، في التخصصات ذاتها المطروحة في مستوى الدبلوم المتوسط، وتكون السنة الدراسية الأولى التأسيسة مشتركة بين طلبة المستويين (التقني والتطبيقي)، ويتلقى الطالب تعليمه في هذا البرنامج لمدة ثلاث سنوات، وينتقل بعدها لسنة تدريبية في قطاع الصناعة والأعمال. ليتخرج بمجموع 165 ساعة معتمدة. وقد بنت الجامعة برامجها التعليمية بما يواكب التطورات العلمية والمهنية والسوقية. ولغة التدريس في الجامعة هي الانجليزية، وحرصت الجامعة على بناء برامجها التعليمية وخططها الدراسية والتدريبية بالشراكة مع القطاع الصناعي، وفقا لاحتياجات سوق العمل الفعلية.
المرتكز الثالث: برامج التنمية المهنية والتطوير الوظيفي وخدمة المجتمع:
تقوم فلسفة الجامعة على الانفتاح التام والشراكة الفعلية مع المجتمع، ومع قطاعات الصناعة والأعمال، والتعاون معها في تصميم البرامج الدراسية والخطط والمبادرات. وأنشأت الجامعة مكتبا خاصا للتواصل مع قطاع الصناعة والأعمال. و أسست مركزا للتطوير الوظيفي وخدمة المجتمع، ووضعت الجامعة على رأس أولوياتها والتزاماتها المجتمعية تقديم برامج متنوعة للتنمية المهنية والمهارات الحياتية موجهة لخدمة المجتمع، وتستهدف تطوير كفايات ومهارات المهندسين حديثي التخرج، العاملين والعاطلين عن العمل على حد سواء، بما يعزز قدراتهم التنافسية في سوق العمل. ونفذت الجامعة عددا من الدورات والبرامج التدريبية وستنفذ عددا آخر خلال عامها الجامعي الأول.
وتتطلع الجامعة الى تنفيذ عدد من برامج التعليم المستمر للمهندسيين العاملين وبناء قدراتهم و تطوير مهاراتهم ضمن برامج (الدبلوم المهني) في عدد من التخصصات الهندسية.
كما تهتم الجامعة بنشر الوعي وإحداث تغيير ثقافي ومفاهيمي يبني القناعات لدى الأجيال الشابة الصاعدة بأهمية التعليم المهني والتقني، من هنا وضعت الجامعة خططها للتواصل مع التلاميذ في المرحلة الثانويةا، من خلال برامج التوعية المهنية في المدارس، واستقبال الوفود الطلابية في الجامعة للتعامل مع التكنولوجيا، وتلتزم الجامعة باصدار شهادات مهنية معتمدة للمشاركين في هذه البرامج .
المرتكز الرابع: برامج ريادة الأعمال ورعاية الابداع:
تتضمن الخطط الدراسية في الجامعة دورة تدريبية الزامية لطلبتها، بالتعاون مع جامعة امستردام، ومدتها ثمانية أسابيع في مجال مهارات الابداع وريادة الأعمال، بهدف بناء قدراتهم ومهاراتهم في ابتكار الأفكار وتحويلها الى مشاريع توفر لهم فرص العمل و الحياة الكريمة، بعيدا عن ثقافة انتظار الوظيفة.
وفي نطاق اوسع تقدم الجامعة برامج متنوعة لتأهيل الشباب في مجالات ريادة الاعمال و الابتكار وتنمية المواهب وتسريع الأعمال وحماية الملكية الفكرية للابداعات الشبابية الريادية ودعمها ومساندتها. وقد عقدت الجامعة وستعقد عدد من الدورات تحت مسمى Bootcamp وهي بمثابة رحلة تعليمية كاملة لمدة خمسة أسابيع. تزود المشاركين بالمهارات الأفضل لتمكينهم في مجال ريادة الأعمال والقيادة، ومساعدتهم في تحقيق تنافسية أعلى للحصول على فرصة عمل.
واهتمت الجامعة في عامها الأول باحتضان عدد من الشركات الشبابية الابداعية الناشئة، دعما لها، ولتشبيك بيئة التعليم ببيئة الأعمال بشكل طبيعي تلقائي، بعيدا عن تقاليد الفصل بين النظري والتطبيقي. ووجود الجامعة ضمن مجمع الملك الحسين للأعمال يوفر بيئة متكاملة للريادة والابداع والتشبيك مع بيئة الأعمال والشركات العالمية والمحلية المتمركزة في محيط الجامعة.
* مستشار رئيس الجامعة للشؤون الثقافية والمجتمعية والاعلام