"حفل تأبين" يليق ببرلمان الشباب والتنمية السياسية
فهد الخيطان
25-04-2007 03:00 AM
"ضحايا" الوزارة كانوا حاضرين واعضاء البرلمان يستعدون للالتحاق بـ »كلنا الاردن«
عشية الاجتماع الموسع لهيئة »شباب كلنا الاردن« في البحر الميت كانت وزارة التنمية السياسية تحتفل بتكريم اعضاء اللجنة التحضيرية لبرلمان الشباب برعاية رئيس الوزراء.الاحتفال جاء تتويجا لجهد 60 شابا وشابة عملوا لمدة مئة يوم بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني والسفارة البريطانية التي مولت المشروع بمبلغ زاد على 77 ألف جنيه استرليني لتأسيس برلمان يمثل حسب المنظمين اكثر من مليون شاب وشابة.
وبشأن مسألة التمثيل هذه ليس لدينا من دليل مقنع على ان اعضاء اللجنة مفوضون فعلا للعمل باسم مليون مواطن. صحيح ان بعضهم منتدب من هيئات شبابية ونقابية, لكن التمثيل الفعلي يتطلب آلية ديمقراطية للوصول اليه وهو امر لم يتحقق.
اما اللجنة التوجيهية لبرلمان الشباب فهي مُشكّلة من مدراء ومسؤولي هيئات حكومية ومنظمات مجتمع مدني.
سأضع جانبا كل التحفظات على آلية تطبيق الفكرة احتراما لجهد القائمين عليها لأسأل مثل العديد من الشباب الذين حضروا الاحتفال امس الاول ما هو مصير المشروع بعد ان أدت اللجنة التحضيرية ما عليها من واجبات؟
القائمون على المشروع ومن بينهم وزير التنمية السياسية د. محمد العوران طالبوا في كلماتهم الحكومة سرعة اقرار نظام مستقل لبرلمان الشباب كخطوة اولى على طريق اصدار قانون خاص به في المستقبل.
رئيس الوزراء وفي خطابه ثمن جهد اللجنة التحضيرية لكنه لم يستجب لطلبهم الخاص باصدار النظام ودعاهم في هذه المرحلة الى الاهتمام بالانتخابات البلدية والنيابية القادمة والمشاركة فيها بفاعلية.
قبل بدء مراسم الاحتفال اختصر احد الحاضرين المناسبة بكلمة واحدة عندما وصفها بأنها »حفل تأبين« لمشروع انتهى الى مجرد هيئة تصدر بنظام من مجلس الوزراء.
الشعور بتراجع الاهتمام بفكرة برلمان الشباب وتهميشها ساد بعد اطلاق مشروع آخر هو »شباب كلنا الاردن« وقد لاحظت ان من بين اعضاء اللجنة التحضيرية لبرلمان الشباب من كان يستعد للنزول الى البحر الميت للمشاركة في اجتماعات »كلنا الاردن«. ربما لقناعته بأن حظوظ النجاح اكبر لهيئة تحظى بدعم قوي. واحد اعضاء اللجنة التوجيهية قال بوضوح: »انهم لا يريدون برلمانا للشباب خوفا من ان يتحول الى اتحاد عام لطلبة الاردن«.
ضمور فكرة برلمان الشباب لا يعود الى خلل بنيوي في المشروع فحسب وانما هو تعبير عن أفول نجم وزارة التنمية السياسية التي تحولت في الآونة الاخيرة الى »لغز« على حد تعبير الوزير العوران في كلمته.
والمشهد الاحتفالي كان يوحي للحاضرين فعلا ان »التأبين« ليس لبرلمان الشباب فقط وانما للوزارة التي تشعر الحكومة اليوم انها تحولت لعبء ثقيل عليها.
فعلى الطاولة الرئيسية كان يجلس الى جانب الرئيس وزير التنمية السياسية الحالي وثلاثة من الوزراء السابقين »منذر الشرع, هشام التل و د. صبري اربيحات« اما الوزير الخامس الذي أسس الوزارة في عهد حكومة فيصل الفايز وهو محمد داودية فكان غائبا بالطبع لوجوده خارج البلاد.
الوزارة التي استحدثت قبل سنتين ونصف طوت حتى الآن خمس شخصيات سياسية خرجوا جميعهم منها محبطين لما آلت اليه مشاريعهم الطموحة باستثناء الوزير هشام التل الذي جاء للوزارة وهو يعرف حدود اللعبة لا بل وغير مقتنع اصلا بوجودها - فغادرها غير آسف على شيء.
رئيس الوزراء لم يشأ جرح مشاعر »ضحايا« الوزارة من الوزراء السابقين او ان يحبط اندفاع الشباب الحاضرين نحو التغيير فقال عن الاحزاب كلاما دافئا وشخّص ازمة العمل الحزبي بشكل عميق وبلغة عصرية بعيدا عن نظرية »الاحزاب والباصات«.
الاحتفال التأبيني عموما جاء بشكل يليق بمشروع برلمان الشباب/ بوزارة التنمية السياسية وبالتنمية الحزبية والاصلاح السياسي ايضا.