احتفال إسلامي مسيحي بعيد البشارة
29-03-2018 12:59 PM
عمون- الأسرة الأردنية تحتفي معًا بمسلميها ومسيحييها، ولأول مرّة، بعيد البشارة
رعى نائب رئيس الوزراء ووزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء جمال الصرايرة، مساء الأربعاء، الاحتفال الإسلامي المسيحي الأوّل بعيد البشارة، الذي نظمّه المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن، في مركز الحسين الثقافي، وسط عمّان.
وشارك في الاحتفال لفيف من أصحاب الغبطة والنيافة من مختلف الكنائس في الأردن، وأصحاب الفضيلة والسماحة من دائرة قاضي القضاة ودائرة الافتاء العام ووزارة الأوقاف وهيئة الأركان المشتركة والأمن العام، ومن مجلسي النواب والأعيان، وحشد من الشخصيات الرسمية والدينية والدبلوماسية والمجتمعية من المؤسسات الرسمية والأهلية، ووفد "اللقاء الإسلامي المسيحي حول سيدتنا مريم" الذي أتى من لبنان خصيصًا للمشاركة في الاحتفالية.
وقال راعي الاحتفال، "نلتقي اليوم لنتشارك مشاعر الاحتفال بمناسبة عيد البشارة، كما ظل الأردنيون يتشاركون على اختلاف منابتهم وأصولهم وعقائدهم مشاعر الاحتفال بالمناسبات الدينية والوطنية ملتفين حول قيادتهم الحكيمة، ومنطلقين من الجوامع المشتركة بين الإسلام والمسيحية، مؤمنين بأن نجاحنا لن يكون يومًا إلا بنجاح المجموع على اختلاف مكوناته وتعدد ثقافاته وايديولوجياته".
وأضاف الصرايرة، إن الأردن استطاع ومنذ فجر تاريخه بناء علاقة المواطن بأخيه انطلاقًا من أن القاسم الذي يجمع بين الأديان هو انسانيتهم، وواصل بفضل قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني تصدير عديد المبادرات التي تبناها العالم كنقاط أساسية في الحوار والألفة والإخاء كنهج حداثي وعلى الصعد الثقافية والسياسية وأسس المواطنة.
وكان مدير المركز الكاثوليكي الأب رفعت بدر، قد ألقى كلمة ترحيبية بالحضور. وقال وفيها: "منذ أن جلس صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني المعظّم على العرش الهاشمي السعيد، تم الاعلان عن عيد الميلاد المجيد عطلة رسمية لجميع المواطنين، وتم إقرار اللقاء السنوي الجامع للأسرة الأردنية الواحدة مع صاحب الجلالة، وكان لقاء المغطس، بل بيعة المغطس، مع نهاية العام الماضي، لصاحب الجلالة وصاحب الوصاية، على المقدسات الإسلامية والمسيحية".
وأضاف: "ومثلما نحتفل معًا بعيد الميلاد المجيد، جئنا اليوم ندشن الاحتفال الأول المشترك بعيد البشارة، ليضاف إلى المبادرات الأردنية الراقية في مجال الألفة والوئام. وعلى منبر الأمم المتحدة في 20 أيلول 2016، قال جلالة الملك: أما يسوع المسيح، فقد ذكر في القرآن الكريم، 25 مرة، وأمه مريم، والتي يصفها الاسلام بأنها خير من خلق الله من النساء، مذكورة 35 مرة، كما أنّ في القرآن الكريم سورةً كاملة باسم مريم".
وتابع الأب بدر: "جئنا أسرة واحدة، نقول بأننا مع تأسيس جديد لعلاقات مميزة بين المسلمين والمسيحيين ليس فقط في بلادنا المقدسة، بل في العالم أجمع. جئنا ننهل من رسالة عمّان، ومن مياه نهر الأردن المباركة، ومن قدسية الناصرة، مدينة البشارة، ومن قدسية لبنان شربل ، ومن قدسية القدس الشريف ونقائها وبراءتها من القرارات الأحادية الظالمة. جئنا نقول نعم ليتعلم أبناؤنا في المدارس نعمة المحبة والأخوة والاحترام. جئنا نقول نعم لمقارنة الأديان في مساق أكاديمي وأخلاقي في الجامعات، ولا لمقارعة الأديان والإساءة لمعتقدات الآخرين ولا للتطرّف واستخدام العنف. جئنا نقول نعم للتبشير بالقيم الأساسية وأهمها المحبة لله والمحبة للجار أو القريب، وهو كل إنسان. جئنا نقول بأنّ التطرّف الوحيد المسموح به هو تطرّف المحبة والاخاء والايثار".
من جهته، بارك أمين عام "اللقاء الإسلامي المسيحي حول سيدتنا مريم" من لبنان، السيد ناجي الخوري، الاحتفال الإسلامي المسيحي بمناسبة عيد البشارة، آملاً أن تتحوّل هذه المناسبة إلى عيد وطني سنوي جامع، كما الحال في لبنان. وأشار إلى أن احتفال اليوم يدشن مرحلة جديدة في العلاقات المسيحية الإسلامية، كما ومرحلة زاهرة من الصداقة الدائمة بين الشعبين الأردني واللبناني.
وقال: "إِذا أردنا أن يعيش العالم بسلام واطمئنان، فعلينا أن نعمل جاهدين على نشر ثقافة السلام هنا، في شرقنا الـمريض، مهد دياناتنا. من هنا، يجب أن تنطلق ثقافة السلام والـمحبة، وتنتشر في جميع أنحاء الـمعمورة. هلموا بنا ننشر حضارة المحبة. إن النوم في هذه الظروف العصيبة التي تمرّ بها المنطقة هو تواطؤ، والصمت جريمة. فليحافظ أحدنا على الآخر محافظته على نفسه. ولنعشْ مختلفين لا متخالفين. فلا نحوّلنّ اختلافنا إلى خلاف. ولننشر من شرقنا حضارة جديدة يتوق لها البشر، حضارة الـمحبة والسلام والتسامح. لنطلب إلى مريمنا الـمشتركة، أن تلهم الـمسؤولين، وتعمل في كلّ واحد منّا، هي الأم التي تجمع، وهي المثال في الـمحبة والتضحية".
وتضمن الاحتفال الذي تولى عرافته كل من ميس أيوب من عنجرة وجود مبيضين من الكرك، قراءة من الإنجيل المقّدس حول البشارة قدّمها الأب نادر ساووق، وتلاوة آيات من القرآن الكريم حول بشارة الملاك جبريل للسيدة العذراء تلاها القارىء الشيخ وليد الكلباني، وفقرات ترانيم قدّمتها جوقة ينبوع المحبة بقيادة المايسترو طعمة جبارة، وفقرة إنشادية لفرقة الفلاح الفنية بقيادة المايسترو عمر يوسف، وفيلم قصير حول معاني الاحتفال الإسلامي المسيحي بعيد البشارة. كما قدّمت الفنانة سبأ الحباشنة لراعي الحفل لوحة البشارة بنسختها الأردنية، وكلمة شكر لجميع من ساهم في إنجاح الاحتفال.