"آداب الأردنية" تستذكر سيرة شيخ المؤرخين غرايبة
29-03-2018 11:02 AM
عمون - إستذكر نخبة من أساتذة التاريخ في الجامعة الأردنية محطات مضيئة في السيرة الطيبة والعطرة لشيخ المؤرخين الأردنيين الراحل الكبير الدكتور عبد الكريم غرايبة.
وخلال الندوة التي نظمها قسم التاريخ في الجامعة وشارك فيها الدكتور علي محافظة والدكتور عبد المجيد الشناق والدكتورة حنان ملكاوي والدكتورابراهيم الشرعة, تناولوا مفاصل مهمة من حياة المرحوم "الغرايبة" العلمية والبحثية والفكرية التي جعلت منه علما بارزا ومن الرواد الأوائل في تدوين وتدريس التاريخ الأردني.
وأشاروا إلى أن الفقيد شكل حالة فريدة في طبعه وسلوكه وطرائق تدريسه ومؤلفاته وثقافته, مشيرين إلى انفتاحه على الثقافات العالمية, وحبه للطرائف والنوادر.
وتطرق المتحدثون في الندوة إلى فلسفته في التاريخ ,خصوصا وأنه يسجل له الوفاء لمهنة التعليم ومطالبته مرارا بضرورة إعادة كتابة التاريخ لاسيما الموجه للأطفال مؤكدين في هذا السياق أن الغرايبة حرص في مؤلفاته على ترسيخ رسالة الإسلام رسالة الرحمة والمحبة والسلام والتسامح، البعيدة عن التعصب.
وأكدوا أن "الغرايبة" ظل حاضرا في أزمنة البلدان العربية والاسلامية, ودافع عن قضاياها بقوة وتصميم وإرادة وفي طليعة هذه القضايا قضية فلسطين التي واجه أهلها عبر مسيرتهم التاريخية والسياسية والنضالية أشد أنواع الظلم والمحن والصعوبات.
وعرض الدكتور فيصل غرايبة شقيق الفقيد مراحل من حياته الشخصية والعلمية مشيرا إلى نتاجه العلمي الزاخر في المؤلفات والدراسات التاريخية التي لها الأثر الملموس في الثقافة العربية، لافتا إلى حرص الفقيد على التدوين التاريخي للأحداث والسير على أسس علمية ليتمكن الجيل اللاحق من فهم الحاضر والتنبؤ بالمستقبل.
يشار إلى أن "الغرايبة" ولد في قرية المغير في محافظة إربد عام 1923 وتلقى تعليمه في مدارس إربد وعجلون ومادبا، نظرا لطبيعة عمل والده الذي تنقل في عدد من المدن الأردنية لينهي دراسته الثانوية من مدرسة السلط الثانوية.
تابع غرايبة دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية في بيروت ثم حصل على الدكتوراه من جامعة لندن عام 1950 في التاريخ ليصبح من أوائل الأردنيين الحاصلين درجة علمية متقدمة في التاريخ.
وعمل الراحل الكبير في بدايات حياته مفتشا للآثار ثم باحثا في الجامعة الأمريكية في بيروت تم انتقل للعمل في مهنة التعليم في جامعة دمشق ومديرا لدائرة الآثار العامة.
التحق غرايبة بالعمل في الجامعة الأردنية عند تأسيسها عام 1962 وأسس قسم التاريخ في كلية الآداب وتقلد خلال فترة عمله في الجامعة مناصب أكاديمية رفيعة منها رئيس قسم التاريخ وعميد كلية الآداب، ونائبا لرئيس الجامعة، ورئيسا للجامعة بالوكالة لعدة مرات، واختير عضوا في مجلس الأعيان بين عامي 2005/ 2007 .
أحيل على التقاعد من الجامعة عام 1997 ليتم تعينه أستاذ شرف فيها نظرا لخدماته الجليلة حتى وفاته في الثاني والعشرين من شهر شباط عام 2014.