كلنا يحفظ قول الله تعالى
( ان الله لا يحب الفاسدين ) ومن كان الله لا يحبه فيجب على المؤمنين ان لا يحبوه ، فالمؤمنون يناجون ربهم بقولهم
" نحب بحبك من أحبك " . كما إن بعضنا قد سمع بابن اللتبية رمز فساد في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث كان يعمل جابيا" للزكاة ، فعاد ومعه كيسان من المال وقال للنبي : هذا لكم ، وهذا أهدي إلي !! فغضب الرسول وقال له :
هلا جلست في بيت أبيك وأمك فنظرت أيهدى إليك ؟؟!! .
ذهب ابن اللتبية ولكن نسله بقي نراهم صباح مساء وهم اليوم أسوأ من جدهم وأشطر !! فهؤلاء معهم كيس واحد كله لبطونهم التي لا تشبع !! وماذا كان في كيس ابن اللتبية ؟ حفنة من الدراهم والدنانير لا يمكن أن تشتري سيارة مرسيدس 600 ولا سيارة bmw ولا دفع رباعي . ولا تساوي راتب مستشار بعقد للحبايب والمحبوبات !! الفاسدون من نسل ابن اللتبية متطورون يحصدون الملايين في فترة وجيزة عبر عطاء فساد أو كوميشن أو سفر مصطنع أو هدايا ثمينة !! شعرت الدولة بهم فأنشأت مبكرا" هيئة لمكافحة الفساد ، ( مكافحة ) نعم مكافحة لأنهم مثل غزو الجراد والأصح مثل هجوم الجرذان التي خرجت من الجحور النتنة !! ومع هذا فهم لا يملون ولا يخافون ولو سقط منهم لتبي سارع اللتبيون لانقاذه !! رأينا أياديهم السوداء تمتد في كل المجالات : فقد سرقوا الدواء ، ومنهم من تاجر بالحرام، ومنهم من قنص عطاء، ومنهم من تولى مؤسسة تتاجر بما يسمونه فكرا" ، ومنهم من عمل في وظيفة يقص المواطنين من خلالها ، ومنهم من وصلت به المواصيل أن يبيع العمل الأكاديمي ، ومنهم من يتاجر بالتعليم المدرسي فيحشر الطلاب حشرا" في قاعات الدرس والحافلات فوق الحد المرخص له !!! ابن اللتبية كان بسيطا" ساذجا" أما لتابية اليوم فهم محترفون لهم مجالس وشبكات ومسؤوليات وصلاحيات. استغلوا القرابة والمناصب والوطن والحزب وكل اللافتات التي ما كانت الا لخدمة الناس وإذ بهم يحولونها إلى بقرة حلوب تدر على أرصدتهم الملايين في نسيان تام لعين الله التي لا تنام وعين الشعب التي تراقب وتنتظر ليلة القبض عليهم قبل أن يبذروا المال العام في صالات بيروت وغيرها .
مكافحة هؤلاء لا يمكن أن تتم الا بالأيادي البيضاء ( تخرج بيضاء من غير سوء ) والقرار الحازم والرغبة في تنفيذ الورقة السادسة " دولة القانون " على الكبير والصغير ممن انتفخت جيوبهم وكروشهم بالحرام دون شبع ولا حياء من الله ومن الناس . إنهم معروفون ولو سألت في قارعة الطريق لسموهم لكم اسما" اسما" فلا يعقل أن من كان بالأمس لا يملك الا راتبا" متواضعا" وإذ به يملك قصرا" أو مركزا" تجاريا" وأسطولا" من السيارات التي تقبع في كراج بيته الحرام .
ما يعزينا أن هؤلاء لا يستطيعون رشوة ملك الموت نسأل الله أن يأمره بالتنفيذ قريبا" لتخليص البلاد والعباد منهم .