شعر صديقنا مارك - ما غيره- مؤسس الفيسبوك بالحرج ، بعد أن اتّهم موقعه بتسريب بيانات 50 مليونا من مستخدميه لصالح شركة أبحاث قامت هذه الشركة بدورها باستخدام هذه البيانات لصالح حملة ترمب –االله لا يوفقه- في الانتخابات الرئاسية..
صديقنا مارك أصدر بياناً اعترف من خلاله بغلطته و «دقّ ع صدره» متحملاً المسؤولية الكاملة واعداً انه سيقوم بكل ما يلزم ليحمي بيانات مستخدمي موقعه في المستقبل كي لا يتطفّل عليهم أحد..
أنا أقول للأخ مارك، اعتذارك مقبول،اشرب قهوتك وابشر باللي اجيت فيه، ولا تحمّل نفسك أكثر مما ينبغي، قد يكونون–جماعتك–في أميركا و دول أوروبا يهتّمون كثيراً بقصة حماية الخصوصية وعدم التطفل على بياناتهم..أما بالنسبة لنا نحن «العرب» من الشرق الأوسط إلى شمال إفريقيا فلا تؤّنب ضميرك بشأننا في هذه المسألة فنحن ننشر بياناتنا الخاصة والعامة دون تردد ومع سبق إصرار وترصّد وهبل قل نظيره..وأزيدك من الشعر بيت ، حتى أقمار التجسس «ملّت» منا و»فرفطت» روحها من قصصنا وكلامنا ووجّهت كل الصحون اللاقطة وغير اللاقطة نحو الصين واليابان وشرق آسيا بعد أن عرفت «انه ما عندنا سالفة»..
إذا اشترى احدنا «جوز جرابات» وضع صورته على «الفيسبوك» الحمد الله لقد أكرمني االله بجرابات سادة ،اذا اشترى سيارة ، أو قام بتبديل «البريكات» او غسلها في محطة الغسيل نشر الصورة في بث مباشر، مشفوعة بالمكان واسم المحطة، إذا اخذ أولاده الى حديقة او مول وضع الصور والتاريخ والمكان ، إذا رزق بمولود جديد صور الممرضة وهي «تمسك الحبل السري» وشكر الطاقم الطبي من فوق لتحت ، حتى الحبل السري يا أخ مارك لم يعد سريّاً عندنا في العالم العربي!..
كل البيانات اللازمة وغير اللازمة نضعها على الصفحة الرئيسية وبالتالي لو لدينا شركات إعلانات واعية أو انتخابات حقيقية لشاهدوا كل صغيرة وكبيرة عنّا..
قبل يومين قلت لصديقي: «شو بدّلت الطقم الداخلي لابنك حمودة من المحل»؟؟ تفاجأ الرجل وقال لي كيف عرفت؟..قلت له: مهو أنت كل خمس دقائق تضع منشوراً على صفحتك وآخر شيء قرأته لك قبل ان أنام..»اشتريت طقم داخلي لحمودة وطلع زغير...لازم أبدله بكرة..شو رايكو أبدّله ولا ما أبدّله؟!!.
أخي مارك..لا تأسف وتغلّب حالك من اجل موضوع بسيط مثل تسريب البيانات..اذا أردت ان تشعر بالندم ولا بدّ..فلأنك اخترعت الفيسبوك و»مسّختنا» معك!!.
الرأي