شاب وسيم ضاحك القسمات طلق الوجه ما رؤي الا مبتسما ضاحكا مسرورا يشيع البهجة والفرحة من حوله
فارع الطول ناعم الشعر باسم المحيا لطيف المعشر دمث الأخلاق ذو مروءة ونخوة وشهامة لا يرد سائلا أو محتاجا
وفوق ذلك مهندس فني محترف ذو خبرة طويلة في معاركة الأجهزة الطبية اصلاحا وصيانة ودراسة مواصفات وعطاءات
تدين له مستشفيات وزارة الصحة الأردنية ومراكزها الصحية بصيانته وخدمته لاجهزتها الطبية التي تقدم التشخيص والعلاج لقاصديها من المرضى والمتطببين
صباح هذا اليوم الثلاثاء خرج قاصدا الكرك ملبيا طلبات إصلاح وصيانة لأجهزة مستشفى الكرك الحكومي هو وزميله المهندس أيهم ابو هزيم
وكعادته كل صباح يبتسم في وجه هذا ويضاحك هذا ويمازح هذا حمل حقيبته وتابط عدة الإصلاح وتوكل على مولاه لأداء الواجب المقدس الذي لا يقل أهمية عن واجب الطبيب في إنقاذ حياة الناس وعلاجهم وتطبيبهم إن لم يكن دوره أهم إذ بدون الأجهزة الطبية لا يستطيع الأطباء أداء واجباتهم الإنسانية بكفاءة واقتدار
بعد ظهر اليوم إذ بتلفون يأتي إلى زميله في مجموعة الإصلاح المتخصصة يخبره بأن يزن في حال خطرة وهو بين الحياة والموت إثر حادث إنقلاب سيارته وهو في طريق عودته إلى مقر عمله في مديرية الهندسة الطبية القابعة في حرم الجمعية العلمية الملكية وأن زميله أيهم به رضوص
ما إن سمع زملاؤه وزميلاته بالخبر الصادم إذ بالجميع يهرعون إلى عرصات وساحات المديرية ذاهلين مشدوهين
الزملاء يتضرعون إلى الله تعالى أن يلطف بزميليهم والزميلات يبكين ضارعات بأن يخفف الله عنهما
وما هي إلا دقائق معدودة وإذ بالخبر الصاعق بأن يزن قد فارقته روحه وصعدت إلى بارئها
كأن الطير على رؤوس زملاءه المهندسين والمهندسات صمتا ودهشة ورهبة
بكاه زملاؤه بحرقة وبكته زميلاته بألم شديد وكأنه ليس زميلا بل أخا أو قريبا أو ذا رحم لهن
ادهشني الموقف الخاشع الذي جلله صوت الموت الخفي وظللته رهبته الكبيرة
مات يزن الذي نحسبه قضى شهيدا للواجب ولا نزكيه على الله
مات تاركاً خلفه أما ثكلى وابا مكلوما وزوجة ترملت على أربعة أطفال زغب القطا....
رحمك الله يا يزن الغرايبه رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته والحقنا بك في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اؤلئك رفيقا
ولا نقول إلا ما يرضي ربنا
لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار
وإنا لله وإنا إليه راجعون
ونسأل الله تعالى أن يلطف بزميلنا أيهم ويخفف عنه ويخرجه سالما معافى يارب العالمين