رهانات الحياة والتربية المستقبلية
د. عبدالله فلاح الهزاع الدعجة
28-03-2018 01:02 PM
تقوم التربية بتنمية السلوك الانساني وتطويره وتغييره لكي يناسب كل ما هو سائد في المجتمعات البشرية ، لذلك تسعى التربية الى اعداد الفرد وتشكيله للقيام بأدواره المتنوعة في المجتمع ومع تطور المشهد الانساني على الصعيد المعرفي والمعلوماتي والتكنولوجي كان لا بد من تطور الادوار التي تؤديها العملية التربوية والتعليمية وهذا مما تركز عليه التربية المستقبلية للوفاء بمطلبات الحياه الجديدة التي تعتبر بمثابة رهانات تسعى الاجيال القادمة للفوز بها .
عادة ما يكون الحنين للماضي ولكن الاجدر ان يكون الحنين لدينا للمستقبل وذلك لكي نتحرر من النزعة الماضوية التي تعد من ابرز المعيقات امام التطور التربوي المنشود لا سيما وانه استغرقنا بالتغني بامجاد الماضي دون الاهتمام بالحاضر والمستقبل .
لقد اشار جلالة الملك الى أن " العملية التعليمية كانت وستبقى من اهم مصادر التكوين المعرفي للأردنيين وعاملاً اساسياً في زيادة الانتاجية ورؤيتنا الاستراتيجية للتعليم تتطلب تكثيف الجهود والعمل بروح الفريق وفي هذا الصدد نؤكد ضرورة تنفيذ برامج جديدة لتطوير التعليم والبنية الفكرية للطلبة وتحسين نوعية مخرجات التعليم ".
ومن هنا يمكن التأكيد أن الارتقاء بمستوى جودة التعليم هو السبيل لكسب رهانات المستقبل والاستمتاع بلذة الاكتشافات المعرفية التي تستجد في كل وقت وحين وتجنب الوقوع في مفهوم هدر الحياه بسبب تدني مستوى جودة التربية والتعليم.
في الحقيقة انه لا مناص من مواجهة التحديات الحاضرة والمستقبلية في عالمنا المعاصر والتي ستشهد نوعاً من التعقيد والتشابكية بشكل اضطرادي مع مرور الزمن وعلى كافة الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعرفية والتكنولوجية ، ولا يتأتى ذلك الا من خلال بذل جهود منظمة ومخطط لها وبصورة دؤوبة ومكثفة ومتابعة تقييم نتائج الجهود المبذولة ، ولذلك تعتبر التربية المستقبلية بمثابة مشروع حضاري تنموي يهدف الى اعداد النشء للمستقبل وايقاظ وعيه الانساني وتعميق احساسه بالمواطنه .