"البرلمانيات" يستنكرن تسخير الدين أداة للاغتيال السياسي
28-03-2018 11:05 AM
عمون- استنكرت شبكة البرلمانيات العربيات للمساواة "رائدات" في بيان صحفي كل مظاهر العنف السياسي التي تتعرض لها عضو الشبكة في العراق النائب د. صباح التميمي في سياق الحملة الانتخابية التي تخوضها في بغداد العاصمة.
وقالت الشبكة بأنها تدين الشبكة بأشد العبارات تسييس الدين وتوظيفه في خدمة منافسين للزميلة التميمي دفع بهم إلى تحريض أحد "رجال الدين" لمهاجمتها بعبارات قاسية يصفها فيها "بالسفور والتبرج ولبس البنطلون وأنها قرطة لحم وما عندها دين وما تستحي".
وتاليا نص البيان:
تستنكر شبكة البرلمانيات العربيات للمساواة "رائدات" كل مظاهر العنف السياسي التي تتعرض لها عضو الشبكة في العراق النائب د. صباح التميمي في سياق الحملة الانتخابية التي تخوضها في بغداد العاصمة.
وتدين الشبكة بأشد العبارات تسييس الدين وتوظيفه في خدمة منافسين للزميلة التميمي دفع بهم إلى تحريض أحد "رجال الدين" لمهاجمتها بعبارات قاسية يصفها فيها "بالسفور والتبرج ولبس البنطلون وأنها قرطة لحم وما عندها دين وما تستحي"، وينكر فيها "رجل الدين" المذكور على العشائر استقبالها والترحيب بها، ويلومهم على ذلك باعتبارهم يرتدون الزي العربي وهي ترتدي البنطلون ولا تضع الحجاب على رأسها، بل ويصفها بأنها ظالمة ويستنكر مدحها من رجال
العشائر، مستشهدا بحديث ضعيف وموضوع، بل ومحرفا كلماته لخدمة السياق، كل ذلك للتحريض عليها ومنع الناخبين
من استقبالها والتصويت لها، لا لشيء إلا لأنها لا ترتدي الحجاب، بل وإن دعواه تحض بشكل غير مباشر على قتلها وملاحقتها
وملاحقة أسرتها، وهو ما يهدد حياة الزميلة وسلامتها الجسدية والنفسية والمعنوية، وأمن أسرتها
وعشيرتها مجتمعة، وليس سمعتها فحسب.
هذا الهجوم غير المسبوق على نائب في البرلمان انتخبها العراقيون ومنحوها ثقتهم في وقت لم تقصر فيه بواجبها
تجاههم، وساعدتهم في الخروج من أزمات بجهدها الشخصي وعملها الدؤوب، وتوظيف أوصاف بشعة بحقها بناء على لباسها الخارجي وما تضعه أو لا تضعه على رأسها، ووصفها بأشنع الأوصاف وصولا إلى وصفها بالظلم، و"الظلم ظلمات يوم القيامة"، يهتز له عرش الله، وحرمه الرب على نفسه وجعله بين عباده محرما، إنما هو اغتيال للشخصية، وتعدٍ على الحرية والقرار الذاتي، وتوظيف انتهازي لظرف سياسي دون ضوابط أخلاقية أو دينية، وهو تلويث صارخ للسمعة، وتجاوز خطير يطلق صافرة البداية لشن حملات شخصية على النساء السياسيات بناء على شكلهن
ولباسهن، في خلط واضح بين السلوك الشخصي الذي يقع في باب الحرية الفردية، والمواقف الفكرية التي يفترض أن يحاسب
عليها السياسي، وكل هذا لا يجوز شرعا ولا قانونا ولا عرفا ولا أخلاقا ولا إنسانية ولا يجوز خلط القضايا الشخصية بالمواقف الفكرية، فكل له أصول وضوابط وحدود.
لقد استحقت الزميلة د. صباح التميمي استقبال رجال العشائر بحفاوة لأنها ساعدتهم في حل مشكلة لهم، لم يحلها منافسوها، ورجال العشائر يميزون بين الغث والسمين وليسوا بحاجة إلى من يرشدهم ويعلمهم بمن يثقون، خاصة وأن من وثقوا بهم سابقا من "أدعياء التدين" ساهموا في ظلم العباد ونهب البلاد بدلالة موجات الاحتجاجات الشعبية الحادة التي تبناها الرئيس د.
حيدر العبادي وشن بموجبها حملة ضد السياسيين الفاسدين، ود. صباح التميمي ليست منهم، ولن تكون، ويجمل برجل الدين إن كان يتقي الله ويسعى إلى الصالح العام أن يساعد الرئيس في حربه على الفساد فيعري الفاسدين بغض النظر عن مواقعهم، لا أن يصب جام غضبه على امرأة بناء على لباسها.
إن هذه الحملة من الاغتيال السياسي والتي أطلقها من يعتبره البعض رجل دين له منابر فضائية وأتباع كثر، لا ينبغي أن تصدر بتاتا عن رجل في مكانته، فـ "الدين المعاملة" و" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، " والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"، و" يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم، ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن، ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب"، و" يا أيها الذين آمنوا، اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم، ولا تجسسوا، ولا يغتب بعضكم بعضا، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه "، والدين ليس أداة سياسية يسخرها الخصوم لتدمير منافسين وتشويه سمعتهم والتحريض عليهم.
إن شبكة "رائدات" تهيب بجميع الزملاء من نواب وسياسيين وإعلاميين ومنظمات حقوق إنسان وهيئات دولية في العراق والوطن العربي والعالم الوقوف إلى جانب الزميلة د. صباح التميمي، وإبداء رفضهم لهذا السلوك الذي يقع في باب العنف السياسي، وتدعو الحكومة العراقية إلى حماية الزميلة واتخاذ إجراءات قانونية رادعة بحق "رجل الدين" المذكور الذي تجاوز القانون والعرف والأخلاق والدين وشهر بالزميلة على شاشات التلفزة وعبر وسائل الإعلام، داعية كل المحبين للعدالة والحق وكل المدافعين عن حقوق الإنسان وحرياته إلى الانتصار لهذه القضية، قبل أن تتحول كل النساء السياسيات إلى ضحايا لاغتيال الشخصية والتشهير.
وتدعو الشبكة من يوظفون الدين لهدم سمعة النساء السياسيات إلى تأمل قول الله تعالى في محكم كتابه " إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم "، وقول الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم " إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم".