الأردنيون في الداخل والخارج
نزيه القسوس
28-03-2018 12:41 AM
عندما يسافر الأردنيون إلى خارج بلدهم فإنهم يلتزمون التزاما تاما بقوانين وأنظمة البلد الذي يسافرون اليه ولا يمكن أن يخالفوا هذه القوانين والأنظمة بل إنهم يكونون مثالا في الالتزام بهذه القوانين والأنظمة لكن عندما يكون بعضهم داخل بلدهم فإن المخالفات التي يرتكبونها لا حدود لها بل تشعر بأنهم يتعمدون أن يرتكبوا هذه المخالفات .
فعلى سبيل المثال لا الحصر هناك بعض السائقين لا يعطونك أولويتك على الدوار فتجدهم يهاجمون جميع السيارات لكي يمروا وهم يعرفون أنهم مخالفون وقد يكون احدهم أحيانا في أقصى شمال الدوار فتجده ينتقل إلى أقصى اليمين ولولا حكمة السائقين الآخرين لتسبب بحوادث كبيرة .
وفي بعض المرات تنتقل الإشارة الضوئية إلى اللون الأحمر قبل أن يصلها فيقطع الإشارة وهي حمراء ضاربا بعرض الحائط قواعد المرور وقد يتسبب أحيانا بحادث مميت .
في بعض الأحيان نشاهد إحدى السيارات وهي تسير في أحد الشوارع الرئيسة النظيفة جدا وفجأة يقذف السائق أو أحد الركاب كوبا أو عدة أكواب من البلاستيك من نافذة السيارة إلى الشارع النظيف .
في بعض الدوائر الحكومية تجد أن المواطنين يقفون على الدور لإنجاز معاملاتهم وفجأة يأتي أحد المواطنين من الخارج ويقف على رأس الدور وعندما يحتج المواطنون الواقفون عليه يقول أنا يا اخوان مستعجل ولا أستطيع الانتظار وأحيانا تحصل ملاسنة بين هؤلاء المواطنين وبين هذا المواطن المتطفل وقد تتطور هذه الملاسنة إلى الأسوأ .
في بعض العمارات يدفع سكان الشقق مبلغا شهريا صغيرا لحارس العمارة ومن أجل صيانة المصعد فتجد أحد السكان يرفض الدفع مع أنه يتلقى جميع الخدمات التي يتلقاها السكان الآخرون.
يقول بعض الظرفاء إن بعض المواطنين الاردنيين لهم شخصيتان واحدة والمواطن داخل بلده والثانية وهو خارج البلد والشخصية الأولى هي شخصية مشاكسة غير منضبطة إلى درجة أن الآخرين يشعرون بأن هذا الشخص يكره جميع الناس ويكره التعامل حتى مع الشوارع ومع نفسه ويمقت النظام والقانون وكل شيء حوله .
أما الشخصية الثانية فهي شخصية لطيفة مسالمة ملتزمة بل مثالية في التعامل وفي المحبة والتعامل مع الآخرين .
ما نتمناه هو أن يقارن أي مواطن بين ما يقوم به من تصرفات في الخارج وما يقوم به في الداخل .
الدستور