عمون - استذكر الباحث والمؤرخ الدكتور بكر خازر المجالي، مواقف التضحية والإقدام، لمقاتلي الجيش العربي المصطفوي في معركة الكرامة، معتبرا أن ملحمة الكرامة تختزن ضمن أحداثها قصة كفاح وبطولة لكل جندي وقائد سطروا فيها أروع الأمثلة في التضحية والشجاعة.

وقال في المحاضرة، التي دعت إليها جمعية أصدقاء الشرطة مساء اليوم الثلاثاء، وأدارها رئيس الجمعية الإعلامي شاكر حداد، من خفايا معركة الكرامة أنها لم تكن معركة عسكرية، فحسب بل كانت معركة سياسية، لاسيما وأن خطة إسرائيل وأهدافها لم تكتمل في حرب حزيران، مؤكدا أن معركة الكرامة التي استبسل فيها الجيش العربي الأردني، قد أحبطت مخططات إسرائيل.

وأشار المجالي إلى أنه كان لمجموعات القتال الصغيرة التي انتشرت في ميدان المعركة الدور الكبير في إلحاق الخسائر الفادحة في صفوف الجيش الاسرائيلي، لافتا إلى أنه ولأول مرة تطلب إسرائيل وقف إطلاق النار رسميا عن طريق الأمم المتحدة مع منتصف ذلك النهار.

وأكد أن المعركة دخلت التاريخ العسكري العالمي لما تميزت به من خصائص الحرب السريعة واعتماد عنصر المفاجأة والإيمان بالنصر والصمود، واستخدام الأرض بشكل مؤثر، والتخلي عن فكرة اليأس والقنوط واستبدالها بحالة التصميم والإقدام والشجاعة.

يشار إلى أن المؤرخ الدكتور بكر خازر المجالي رفد المكتبة الأردنية بكتاب قيّم جاء بعنوان: "الملف الوثائقي لمعارك الكرامة"، والذي اشتمل على وثائق ومقابلات ودراسات تحليلية لمسار المعارك والتي هي سبع معارك في كل الجبهات التي تمكن الجيش العربي الأردني وبنجاح كبير من إدارتها والسيطرة على مجرياتها إلى أن تحقق النصر.

ويستند الكتاب، الذي يتألف من جزأين إلى دراسة ميدانية بحثية، اعتمدت فيها الوثائق الأولية وحقائق المعركة، كما يرويها شهود عيان ومشاركون، فضلا عن دراسة ميدان المعركة.