متى سيجتمع المتضادان في بلدي؟
د. ايمان الشمايلة الصرايرة
27-03-2018 08:00 PM
معادلة الاردن الحالية غريبة بل عجيبة، تكاد لا تستطيع أن تستوعب متغيرات المجريات الموجودة في الساحة، ستسألني كيف؟ أجيبك بأننا لم نعهد الاردن يوما في مثل هذه الخطوط المتعاكسة بالاتجاه متساوية بالمقدار، ولكن الاخطر وعندما أقول الاخطر هو الصمت الذي يجب أن يكون بديله جمع الجميع على طاولة واحدة، شباب في الاردن يقفون مطالبين ورافضيين، وحكومة ومسؤولين صامتين مشاهدين متجاهلين، هل هو هدوء ما قبل العاصفة أم أنهم ينتظروا المزيد المزيد من الامتداد في الاعتراضات (النار لم نسمع يوما أنها أطفئت نار، فنارين لن يطفوا بعضهم البعض).
إذن أين الحل؟ ومن سيشعر هؤلاء الشباب بأن الاراء التي يطرحوها تحترم ويتم التفاوض والاستجابة حتى لو جزئي من قبل الحكومة، الشريحة الاردنية الاكبر هي من الشباب، فأين أهمية الاستماع الى رأيهم، أليس هناك سخان من القهوة في بيت الحكومة والمؤسسات المعنية لدعوة الشباب في مجالس مشرفة تذكر ويسطرها التاريخ عن التفاوض بين الشباب والحكومة مباشرة، وترك النواب الذين ضعف رأي الشارع الاردني بأدائهم بل لم تعد الشباب تطرق باب النواب لانه بات مؤصد حتى أنني عندما كنت أحاور شباب من المعترضين لسياسة الحكومة فسألتهم لماذا لا تلجؤون الى مساندة النواب تمت الاجابة (ما سمعتي خطاب الملك في الجامعة الاردنية للطلبة عندما قال انتوا اضغطوا على النواب من تحت وانا بضغط من فوق- يعني افهميها لوحدك) فوجدت أن الشباب تم اغلاق الابواب في وجوههم فلا نواب يوصلون الصوت كما يريدون ولا حكومة تجلس معهم وتفاوضهم على طاولة مستديرة.
إذن متى سوف يؤخذ بأراء الشباب كما طلب جلالته مرارا وتكرارا، لماذا نشعرهم بأن وجودهم في الشارع والوقوف وإبداء أرائهم ليس له أهمية، إذا كانت الاجابة لاطفاء نار الفتنة، أقول لك سمعت هتافاتهم وكانت بدايتها (أمن الاردن هو أول مسؤولية ملقاة على أكتافنا وهي خط أحمر)، فلنسمع الشباب لأنهم طاقة وكنز للبلد ولنعلمهم أساليب التفاوض من خلال الاجتماع بهم فمتى سوف نبني أجيال ديمقراطية بعقلانية إذا لم نجسد ذلك أمامها على أرض الواقع.
خذوا بيد الشباب ولا تقابلوهم بظهوركم بل بصدوركم، لأن أمن الاردن واستقراره لا يثمن بديون الدنيا وكنوزها.