facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




لماذا يضعف إعلامنا الحكومي؟!


د. عدنان سعد الزعبي
27-03-2018 01:41 PM

من الطبيعي أن يكون للحكومة ذراعا إعلاميا قويا وخاصة في هذه الفترة؛ يشرح توجهاتها, ويدافع عن سياساتها ويروج لمشاريعها ويبني علاقة ثقة متبادلة مع المواطن. فتدفق المعلومات الصادقة والشفافة المبنية على الوقائع والحقائق والدراسات الممحصة سيعزز واقع التفاعل بين الحكومة والمواطنين وترسخ قواعد المشاركة الشعبية في صنع القرار الحكومي. خاصة إذا مارست الحكومة المواقف الجادة التشاركية, والتواصل الميداني الدائم مع المواطنين.

الخطوة الأولى التي لا بد على الحكومة وكل حكومة التقيد بها هي ترميم العلاقة التي تآكلت بين المواطن والحكومة جراء سوء العرض والتوضيح والتفسير الحكومي، وعدم التوافق على القواسم المشتركة بين الحكومة والمواطن, بالتركيز على الرؤى والأهداف بعيدة المدى مع طرح الخيارات المختلفة وعرضها على المواطن ليكون المواطن هو الشريك والحكم بإختيار أولوياته. فالأساس أن يكون للإعلام الحكومي دور أكبر وأعظم من ذلك بكثير , خاصة وأن الأمكانات المتاحة ستبقى تماثل ما هو الأن في المؤسسات الخاصة او افضل من الكثير منها.

كثير ما أشفق على وزير الدولة لشؤون الإعلام والإتصال وهو يقف في الساحة وحيدا بلا أذرع ولا أدوات تنهض معه وبالمنظومة الإعلامية الحكومية وتبين على الاقل حجم الجهد والإنفاق الذي تقوم به الحكومة لخدمة المواطنين والبرامج التي تنتهجها لحماية مسيرة الدولة الاردنية رغم كل هذه التحديات والصعاب. أشفق على معالي الوزير وهو يتصدر المشهد وحده لبيان وتوضيح وشرح وتفسير وبيان المواقف والتعليق عليها, ومتابعة كل تفاصيل المشاهد السياسية والاقتصادية, والإجتماعية والعسكرية ..الخ ليس فقط على مستوى الاردن والإقليم بل وعلاقتنا مع العالم من حولنا. اشفق عليه لأن الاساس أن يكون الإعلام الحكومي منظومة متكاملة يتم وفق برامج إعلامية توعوية مدروسة ومخطط لها وبنفس الوقت محددة اولوياتها بحيث تمارس كل وزارة ودائرة ومؤسسة دورا توعويا إعلاميا ليس على مستوى نشاط الوزير وأمنائه بل والفعاليات العظيمة التي تتم والخدمات والمقدمة في انحاء المملكة كافة.

فالإعلام الحقيقي الذي شوهنا صورته بالتلميع وخدمة الإجندات والتزلف والنفاق والخداع وعدم الصوابية والإبتعاد عن الإستقصاء, أصبح فيه الصحفي كساعي البريد الذي ينقل المعلومة دونما أن يفكر ما فيها وما هي ابعادها ومعانيها وآثارها, وما قيمتها العظمى التي يجب أن تتوافق مع المصلحة العليا للدولة الأردنية ..الخ

اقر بالعشرة، نظرة بعض الوزراء من عدم تمكن الاعلام الحكومي من الأمساك بناصية المعلومة والسبق والفعالية, وبالتالي عدم تمكنه من أن يقوم بدوره في خدمة مسيرة الحكومة بإعتبارها أحد عناصر نظام الدولة الاردنية الأساسية, اقر ماتحدث عنه هؤلاء الوزراء خاصة أذا كان قصدهم لا يرتبط بغرض تمرير الاصحاب والحبايب من الإعلاميين للترويج لهم مقابل منافع مادية, بل ما نريده هو صنع إستراتيجية إعلامية تتوافق مع الأهداف الوطنية والقطاعية ومن خلال كوادر ونشاط إعلامي تكون المعلومة متاحة من كل دائرة ومؤسسة في المملكة وتكون أيضا حاضرة أمام وزير الإعلام ليكون على بينة بأهم وأعظم الإنجازات والفعاليات والأحداث المحلية على المستوى الحكومي. بحيث يتم التنسيق مع المؤسسات الحكومية وعمل برامج توعوية , يتم مناقشتها والمساعدة لإنجاح تنفيذها .

وزير الإعلام أكثر من يدرك ويعي أهمية هذا الطرح كونه أحد مقترحاته بهدف خلق حالة من الثقة والإرتياح لدى لمواطن الذي يريد أن يعرف إلى أي مدى تهتم حكومته به وتتفانى خاصة بعد أن سقطت ورقة التوت عن بعض مؤسسات الدولة.

فنحن نعلم ان الكفاح مرير وان العمل المنجز كبير وأنه لا يمكن أن يكون بافضل مما كان رغم الكي والألم الذي نتحمله , فنحن ما زلنا نعاني من آثار العمليات الجراحية الإستئصالية التي سيبقى المها متواجا حتى يزول الجرح ويختفي الإلتهاب .

نفاق الإعلام للمسؤول ليس إعلاما , ووضع إعلاميين لغايات تلميع المسؤول , جزء من التخلف المهني والغباء الإجتماعي والضعف الأخلاقي للمهنة, فقد عفى عليه الزمن ،فنظرة المواطن للوطن ومدى حاجتهما الى التصالح مع الذات , لا يمكن أن يحدث الا إذا مارسنا أعلاما مسؤولا شفافا صادقا معبرا عن أولويات الناس وتوجهاتها , فلقد شاهدنا سقوط امبراطوريات الإعلام التي قامت على الأشخاص أو المصالح الذاتية والشخصية , او العقائدية او مراكز القوى , انقرضت إمبراطوريات إعلامية مثلت 80% من التدفق الاعلامي العالمي وإنتاجه , خاصة بعد استباحة الفضاء وظهور صحافة المواطن والمجتمعات الإفتراضية وأصبح بمقدور اي فرد أن يكون لوحده إمبراطورية إعلامية بوصوله لملايين البشر عبر الإنتـرنت ووسائل التواصل الإجتماعي.

لدينا مؤسسات إعلامية للدولة ولدينا كوادر مدربة وقادرة وتحتاج إلى توجيه والتخلص من عقدة الخوف والمرجعية البيروقراطية , لدينا القدرة للولوج برسالة الأردن وطموحه وتوجهاتها لمستويات عالمية , لدينا كل الأمكانات! فهل لدينا القدرة التخطيطية الإستراتيجية لإستغلال ذلك وتحقيق الأهداف ؟ بل هل لدينا الأرادة الحقيقية بأن نسوق انفسنا ونبين جهدنا ونشرح فكرنا وتوجهنا , ونخلق حالة تشاركية مع الناس بحيث يكون المواطن هو الموجه الحقيقي لمسيرة العمل الحكومي وبالتالي تفهمه العميق للقرارات الصعبة التي تتخذها الحكومة بعيدا عن المزاودات والشعبوية التي يحاول البعض إتقانها على حساب مصلحة الوطن ومسيرته الحقيقية . الكرة الأن في مرمى رئيس الحكومة ووزير الدولة للإعلام والإتصال.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :