تشهد مدينة المفرق هذه الأيام لحظات من البهجة لطالما استحقها سكان هذه المنطقة قاسية المناخ والبعيدة عن المركز وعن عيون الخدمات، وذلك بفضل بدء البلدية بتنفيذ جملة من مشاريع البنية التحتية الجادة والمستحقة والتي تأخرت كثيرا.
لقد انقضت ولاية عدة مجالس بلدية سالفة من غير تحقيق إنجاز يتيم يشهد على سنين إداراتها العجاف لشؤون المدينة الصحراوية متزايدة الاهمية بسبب موقعها واستضافتها لاكبر مخيم للاجئين السوريين في العالم. بل إن بعض رؤساء البلدية غادر تاركا وراءه فائضا ضخما من الاموال دون ان يجرؤون على صرفها.
لطالما افتقدت البلدة، التي يزيد عدد قاطنيها على مئة الف نفس إلى اساسيات المدن المتحضرة من شوارع معبدة بلا حفر؛ إلى ارصفة صالحة للمشي؛ مرورا بممرات المشاة والحدائق العامة وكل ما يخطر على بال من مقومات رئيسية تشكل اساس للتطور وبيئة للتحديث.
شرع عمدة المدينة (عامر الدغمي) ومجلسها المنتخب حديثا (أقل من 8 أشهر) بتنفيذ أشغال اساسية وعميقة الأثر على تنمية المدينة وتطويرها منها بناء سور لمقبرة المدينة القديمة، وانشاء ارصفة جديدة، والتأسيس لحديقة مشاة على شارع ايدون بالإضافة الى تحديث قاعة البلدية وتطوير منتزه المدينة.
لقد كانت هناك محاولات سابقة لتطوير المدينة لكنها افتقرت الى النضج والرعاية وغياب هذان الشرطان كفيل بهدم الغرس. تم قبل سنوات مثلا، وبدعم من هيئة دولية نصب العاب متنوعة للأطفال في متنزه البلدية غير ان غياب الرقابة والمتابعة والتعزيز (من قبل البلدية) ؛ وضعف الوعي بالصالح العام (من طرف الجمهور) قادا إلى خراب المراجيح والزحاليق والسيسو وكل المعدات الاخرى خلال شهور.
إن الحفاظ على المكتسبات التي تؤهل الفرد للعيش في مجتمع صحي ستكون امرا مستحيلا إن لم يشكل الأفراد والجهات الشعبية جهة لمساندة الأعمال الكبيرة التي يقوم بها رئيس البلدية.
تتذكر المفرق وجوها كبيرة شغلت منصب العمدة وظلت سمعتها تدوي وقتا طويلا بعد رحيلها (منهم: الراحلان عبدالله بصبوص وعطالله الشبيل)، ربما آن الآوان ليكون السيد عامر الدغمي اول رئيس اصلاحي للمدينة.