لن يفوّت رئيس الحكومة الاسرائيلية وجود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السلطة، المرحلة تخدم اسرائيل بأكثر مما توقعت، ولذلك سوف تعمل حكومة الاحتلال الإسرائيلي على اقتلاع القدس من مسار التفاوض، واقناع السلطة الفلسطينية بالدولة منزوعة السلاح، خاصة وأن الطرف الفلسطيني مشغول بالمصالحة، فيما تعمل اسرائيل على تكريس الانقسام وفصل قطاع غزة.
نجاح نتنياهو يتأتى من رعونة ترامب، واندفاعه غير المسبوق لخدمة حلفائه اليهود في الانتخابات التي رمت به للواجهة،.
المهم أردنياً، كيف سيتعامل الأردن مع مخرجات السياسة الأمريكية، الراهنة والمقبلة،
الأردن في جميع الحالات مهما قست الظروف، كان وسيظل موقفه واضحا من القدس، ولا يساوم عليها، والمسألة ليست في التحشيد والمواقف الشعبية، فجلالة الملك هو من واجه القرار الأمريكي وهو من عرف ويعرف مخاطر السياسة الأمريكية واندفاعها الراهن.
في المقابل حقق الأردن برفضه استقبال السفير الاسرائيلي بعد حادثة السفارة الصيف الماضي واجبار الحكومة الاسرائيلية على الاعتذار وتعيين سفير جديد، حقق نصيباً من رد الاعتبار والانتصار، وتأكيد أهميته كلاعب على الأرض المباشرة والمواجهة، وتدرك اسرائيل أن الأردن المستقر والمتوثب شعبياً ضدها وضد سياساتها، يعنيها موقفه أكثر من غيره من العرب.
الهبة الوطنية الأردنية الرسمية والشعبية ضد قرار ترامب، بثّت رسالة واضحة للامريكان واسرائيل، بأنّ الأردن طرف أساسي في مسألة القدس، وغير قابل للتوسية في أمرها.
الأردن لا يستطيع مواجهة أمريكا، ولا يستطيع المضي وحده في أي مواجهة، إنه بحاجة لحلفاء جدد، وبحاجة لتماسك اجتماعي وسياسات اجتماعية تحصن الجبهة الداخلية.
أما الموقف الخارجي الأممي فثقة الأردنيين كبيرة بأداء القيادة وفعلها وسمعتها، ولذلك تظل المعركة الأكبر داخلياً، في خلق حالة من ثقافة المواجهة للخيارات والبدائل التي قد تطرحها أمريكا، ومن سبل المواجهة، المقاطعة الشعبية للبضائع الامريكية وتوظيف النخب الثقافية والعلمية للتنديد بسياسات أمريكا في المحافل الدولية، وغير ذلك من طرق المواجهة كثير ويطول شرحه.
الدستور