إنقلبت الموازين والمفاهيم في زمن الألفية الثالثة -زمن التكنولوجيا العصرية- عند معظم الناس لدرجة إنعكاس القيم المجتمعية صوب السلبية، وللأسف يُستخدم الإعلام وخصوصاً الإلكتروني منه كمنبر حرّ للترويج لهذه الأفكار الهدّامة والتي تُساهم في تربية جيل يعيش في زمن تردّي وإنحطاط معظم القيم لا بل إنهيار منظومتنا الأخلاقية -بالرغم من
تفاؤلي بالنسبة القليلة من الناس والتي ما زالت قابضة على جمر قيمنا الأصيلة-، لدرجة أننا أصبحنا:
1. ننعت المنتمين لوطنهم بالسّحيجة، والفوضجيّة بالأحرار، وأصحاب العنف المجتمعي بالديمقراطيين، والبلطجية بالشُطّار.
2. وننعت المنافقين بالسياسيين، والكذّابين بالفنانين، وعازفي الأوتار بالأذكياء، وعديمي الوفاء بقنّاصي الفرص.
3. وننعت المحترمين بالهبايل، والوقحين بالصريحين، والحكماء بالضعفاء، والبلطجية بالأقوياء.
4. وننعت العُري بالحرية، والدياثة بالحداثة، والخمر بالشراب، والتبرّج بالأناقة، والإختلاط بالتحضّر، والميسر بالحظ.
5. وننعت الإصطفافات العشائرية بالدفاع عن الحقوق، والواسطة بالشطارة، والشللية بالمؤسسية، والمحسوبية
بالكفاءة.
6. وننعت الملتزمين بإحترام القانون بالمساكين، والعلماء بالحرفيين، والفاسدين بالفهلويين، وغيرها الكثير.
7. مطلوب أن لا ننسلخ عن موروثنا الحضاري وأن نحافظ على قيمنا وأخلاقنا الإيجابية وأن لا نطبّق على الأرض ثقافات
دخيلة علينا، والمهم المواءمة بين الأصالة والمعاصرة دونما تخلي عن ثوابتنا وقيمنا وأخلاقنا.
بصراحة: نحتاج لثورة بيضاء لتصويب ثقافتنا المجتمعية وعكس المفاهيم الخاطئة فيها لنرقى بوطننا الغالي في زمن العجائب.
صباح الوطن الجميل