هل انتهى عصر الفيسبوك؟ (2-2)
حلمي الأسمر
26-03-2018 12:52 AM
حتى ساعة كتابة هذا المقال تكبّدت شركة «فيسبوك» خسائر فادحة وصلت إلى 58 مليارا من قيمتها، في أعقاب الأزمة التي عصفت بها نهاية الأسبوع، المرتبطة بشركة الاستشارات «كامبريدج أناليتيكا»، ولم تزل عملية الهروب الكبير من الموقع على أشدها، حيث يستمر نشطاء منصات التواصل في التغريد على هاشتاغ (وسم) #deletefacebook (#احذفوا_فيسبوك) وكذلك #BoycottFacebook(#قاطعوا_فيسبوك).
وبدا أن العديد من المشاهير أزالوا حساباتهم من الموقع، وفي الأثناء أجرت «القناة الرابعة» البريطانية، سلسلة من التحقيقات الصحافية، نُشرت في وقت لاحق من الشهر، حيث ظهر في هذه التحقيقات، الرئيس التنفيذي للشركة، وهو يتفاخر «بدورها الكبير في التأثير على الانتخابات الأميركية».
أما الغارديان، فقد ذكرت أن شركة «فيسبوك»، كانت على علم بهذا الخرق الأمني قبل عامين (منذ 2016)، ولكنها لم تفعل شيئا لحماية مستخدميها، وأثّرت الحملة ضد الموقع والتقارير والعناوين السلبية في وسائل الإعلام، على مشاعر شركات الإعلانات، التي أبدت استياءها مما حدث، وقالت «لقد طفح الكيل». وهبطت أسعار أسهم شركة فيسبوك بصورة هائلة لتتراجع من 176.80 دولارا، بداية الأسبوع يوم الاثنين، إلى 159.30 دولارا في نهاية الأسبوع مساء الجمعة!
والحقيقة إن موقع التواصل الاجتماعي الشهير ليس هو فقط «من يهدد خصوصية المستخدمين»
دراسة أجرتها شركة تدعى «كليكز»، استخدمت خاصية «غوستري» لمكافحة التتبع الإلكتروني، بأن شركة غوغل تتعقب عبر خدماتها المختلفة 64 بالمائة من كل التصفح الإلكتروني. وشارك في الدراسة 200 ألف مستخدم ألماني، وفق ما ذكرت وكالة رويترز. وخلصت دراسة أكبر لمتعقبي التصفح الإلكتروني أجراها باحثون في جامعة برنستون عام 2016 إلى نتائج مشابهة، إذ احتلت برامج تعقب مرتبطة بغوغل المراكز الخمس الأولى، تليها فيسبوك.
الحملة ضد الموقع والتقارير والعناوين السلبية في وسائل الإعلام، أثرت على مشاعر شركات الإعلانات، التي أبدت استياءها مما حدث، وقالت «لقد طفح الكيل». وهبطت أسعار أسهم شركة فيسبوك بصورة هائلة لتتراجع من 176.80 دولارا، بداية الأسبوع يوم الاثنين، إلى 159.30 دولارا في نهاية الأسبوع مساء الجمعة.
وربما يكون الأسوأ من كل هذا، ما كشفه تحقيق للقناة الرابعة البريطانية، إذ بين أن الشركة التي عمل ستيف بانون كبير مستشاري ترامب السابق نائبا لرئيسها تقف وراء أوسع خرق لحسابات خمسين مليونا من مستخدمي موقع فيسبوك دون علمهم. وفي استقصائها المصوّر خلسة، كشف مدراء الشركة أنهم يقومون بنصب كمائن للسياسيين لمصلحة زبائنهم، وأنهم يستخدمون الرشاوى والخدمات الجنسية لفتيات أوكرانيات لتحقيق ذلك. وقال ألكسندر نيكس، المدير التنفيذي للشركة، لصحافيّ متخف ادعى أنه يعمل لمصلحة سياسي في سريلانكا، إن شركته تعمل تحت ستار شركات ظل ومتعاقدين آخرين، مضيفا: «نرسل فتيات إلى الشخص المرشح»، كما قال إنه يرسل كميات كبيرة من المال للشخص المستهدف مقابل قطعة أرض ثم يصوّرون الأمر وينشرونه على الإنترنت لإفقاده مصداقيته!
من المشكوك فيه أن ينتهي عصر الفيسبوك، وشبكات التواصل الاجتماعي، فقد تغلغلت جذور هذا الأحطبوط في كل مفاصل حياتنا، وسيمر وقت طويل قبل إعلان نعي هذا العملاق الخطير!.
الدستور