في ظل الحاضر وهذا الواقع غير المريح للناس من الابعاد كافة انسانيا واقتصاديا واجتماعيا، يجد الانسان نفسه يستدعي الماضي ، ويتأمله ويتساءل في نفسه: لماذا كل مامضى من أعوام تتغير الحياة وتصبح صعبة ومعقدة وتفتقر الى الكثير من الامان النفسي والاطمئنان الاجتماعي ، حين تنظر الى الماضي وتتذكر حياتك وحياة مجتمعك تصاب بالدهشة من مدى التغير في حياة الناس ؟
فالناس هم الذين يتغيرون وليس الزمن،
في العقد الماضي لم تكن الحياة كما هي الآن . وفي العقد من السنوات الماضية التي قبله كان أفضل، هناك معادلة ان كل مامضت الحياة بنا الى الامام كلما غدت صعبة وغير مريحة لاندري هل هو بسبب تقدمنا بالعمر ؟ أم ان التطور والايقاع السريع هو السبب،، مثلا معاملة الناس مع بعضهم في الماضي كانت أرحم وانسانية أكثر ، تجد التعاطف والاحترام في المعاملة والايثار والتضحية بين الناس، أما اليوم اضحينا أنانيين نحب انفسنا ومصالحنا فقط، لانشارك الناس في مناسباتهم إلا اذا كان لنا مصلحة عندهم،، فالنفاق هو سيد الموقف ، وللأسف فهذا يتعارض مع التربية والاخلاق والدين،، المجتمع بات لايرحم تتعامل مع الناس حسب المصلحة .
في الماضي على العكس تماما تتعامل مع الناس في براءة وحب دون انتظار المردود المادي أو المعنوي هكذا تقدم الخدمة والمساعدة للناس دون أن تربطك فيهم علاقة، تساعد من يطلب المساعدة في الشارع دون ان تعرفه بكل بساطة تقدم الخدمة حتى إن طلب الشخص منك كفالة بنكية او عند شراء حاجة مثل اثاث من محل الموبيلبا او غيره،، تجد الشخص يقوم بالكفالة دون تردد او خوف،، لماذا؟؟؟ لان الناس كانوا اوفياء صادقيين يحترمون المواعيد ويقدرون المعروف ،، اما في هذه الايام فإنك تخاف ان تكفل شخصا ما حتى لوكان اخوك ،، فالنتيجة صادمة لايسدد هذا الاخ او الصديق ماعليه من اموال الى الجهات ذات العلاقة بالكفالة ان كان بنكا او محلا اوغيره للاسف،؟؟
بقي القول ان الثقة انعدمت بين الناس نظرا لظروف كثيرة بعضها قاهرة مثل المعيشة الصعبة وغلاء اجور البيوت والفقر والبطالة كلها اسباب أدت الى مانحن عليه من فتور بين الناس والانطواء على الذات، فالكل مشغول بنفسه ومعيشته يطارد رغيف الخبز ورزق اطفاله، في هذه الحياة التي تضيق على الناس يوما بعد يوم.