نعم.. هذا ما نحتاجه اليوم. معركة "كرامة" اقتصادية، تتضافر فيها جهود الجميع، حكومة وقطاع خاص ومواطنين.
في كل قطاع اقتصادي هناك "بلدة" كرامة، تحتاج منا لمعركة نخوضها وننتصر بها وننهض، كما فعل جنودنا الاشارس قبل خمسين عاما.
الاقتصاد خط إمداد استراتيجي لمعركة الأمة الحية، والصناعة شرايينها. هي عدتها وعتادها، وسلاحها الذي لا تنتصر الأمم إلا به.
أبطالنا فعلوا ما عليهم فعله، ويفعلون اليوم عسكريا وأمنيا، لكن اقتصادياً ماذا نحن فاعلون؟
نحن أحوج ما يكون إلى معركة كرامة اقتصادية ننهض فيها من نكساتنا الاقتصادية التي لا تكاد تتوقف.
نكسة تلو أخرى، على يد الحكومات المتعاقبة، نسمع منها جميعا كلاما يشبه ما سمعه أجدادنا في إعلام 1967م يوم كانت خطوط دفاع الجيوش العربية تنهار، فيما كان يقال للعرب إننا ننتصر.
نعم.. نريدها معركة اقتصادية، تخوض فيها كل قطاعات جبهاتها باقتدار وبسالة.
نريدها "صنع في الأردن" خفاقة بجوار علمنا، لنعبر فيها وأجيالنا القادمة حدود المستحيل.
لا تستقيم "المعركة" ولا يتحقق "النصر"، ولا ننهض من كبواتنا، الا بأيد وعقول اقتصادية. هذا هو الاقتصاد وهذه هي المعادلة.
الدول الناهضة علميا، لا يشكو اقتصادها من الأمراض، ولا يئن، والدول الناهضة تربويا بحاجة إلى روافع اقتصادية، والمجتمعات التي تحلم أن تتفاعل مع تطورات العصر، حضارة، لا يلاحق إنسانها رغيف الخبز ثم لا يكاد يعثر عليه.
لقد اعتادت وسائل الاعلام، في كل عام، أن تتحدث عن معركة الكرامة بما يليق بها، فتأتي بشهود أبطالها وتقص على الأجيال ما فعله الاباء. وهذ مهم ومدعاة للفخر.
لكن مع مضي السنوات باتت القصص متشابهة وأحيانا مكررة، حتى دخلت الصحف في النمطية.
نحن اليوم أحوج ما نكون لرسم خريطة للمعركة تتقاطع خيوطها مع يومنا الذي نعيش، من دون أن نغفل البطولات التي يجب لا ننساها وأفلحنا في تسجيلها بالصوت والصورة والكلمة.
نحن نريد أن نجد ما نقوله لابنائنا وأحفادنا عن معارك كرامة اقتصادية واجتماعية وثقافية عديدة، خضناها، وأنتصرنا فيها.