قبل ايام قمت بزيارة صديق في منطقة الاشرفية بالتحديد، وقبل أن اطرق الباب، سمعت أصوات عالية تصدر من المنزل ذاته، ومع تحليل بعض الجُمل تمكنت التقاط سبب "الهوشه" التي كان بطلها "جعفر" ابن صديقي وهو في الصف الخامس.
دخلت المنزل وجلست وتبادلت الحديث مع "ابو جعفر" وفي ذات الوقت تملكني حب الفضول القاتل لمعرفة سبب "الهوشه" !!
فبادرت بالسؤال بطريقة مبطنه بعض الشيء، وقلت " شكلوه مغلبك جعفر ؟" فصدر صوت من الغرفة المجاورة ولحد ألان اسأل نفسي هل كانت نبرة صوتي عاليه لهذا القدر، كون الجواب جاء من "جعفر"، قائل " أنا مش مغلب حدااا.. وبعدين الحق مش علي.. أنا شو دخلني إذا مش قادر اللقط شي من المدرسة.. هو إحنا منوخذ أشي هوناك أصلاً.."
الصراحة أنا شعرت أن الولد "نمرود" ويستحق "القتله" دون معرفة السبب، فصاح ابو جعفر على "جعفر" واتى به، فسألته: "شو مالك؟ ليش بتبكي؟ وليش مش فاهم شي بالمدرسة؟"..
فجاء البيان التالي من "جعفر" وبعدها أيقنت ان الذنب ليس ذنبه وهو بالفعل ذكي لأبعد الحدود "وحاسبها صح".
.. "ليس ذنب إي طالب إذا رسب في أي امتحان، لأن هناك 365 يوماً بس في السنة، وأيام الجمع "52" جمعة في السنة يعني بضل من السنة 313 يوم.
والعطلة الصيفية 50 يوم تقريباً ويتبقى 263 يوم، و "8" ساعات نوم يومية وهذا يعني 122 يوم، ويتبقى بس 141 يوم.
وساعة واحدة لللعب يومياً لأنها (مفيدة للصحة) مما يعني "15" يوماً يتبقى 126 يوم.
وساعتين كل يوم للأكل مع المضغ جيداً على قولة
(مريم نور) للحفاظ على الطاقة أي "30" يوم، ويتبقى 96 يوم.
وساعة كل يوم للكلام (فالإنسان مخلوق إجتماعي)
ومنضيف "15" يوم, يتبقى 81 يوم.
أيام الامتحانات في السنة على الأقل "35" يوم ويتبقى 46 يوم.
وعُطل أيام الأعياد الدينية والوطنية والإنسانية والقومية "40" يوم
باقي 6 أيام.
وأيام المرض على أقل تقدير "3" أيام، يتبقى3 أيام متابعة افلام وبقية الفعاليات الترفيهية مع أصحابي، ولا حابين تقطعوني عن أصحابي وأصير "معقد"، يعني بدي أعيش حياتي برضه على أقل تقدير يومين.
باقي ....... يوم واحد !!
واليوم بالضبط عيد ميلادي ... عشان هيك بابا ضربني".
- مش من الذوق ما نقول ل"جعفر" كل سنة وأنت سالم ولو بعرف كان جبتله هدية على هالنظرية .
zaidmarafi@hotmail.com
الزميل من جريدة الرأي // الدائرة الاقتصادية