حديث عن "النخبة" في مجتعنا
محمد يونس العبادي
25-03-2018 03:04 PM
في الغرب أقدم وزير الخارجية ريكس تيلرسون على تقديم إستقالته سواء كان مجبراً أم طواعيةً إلا أنه قدمها، وفي السابق كانت هيلاري كلينتون منافسة شرسة للرئيس الأمريكي الحالي ترمب.
وأيضاً، في آوروبا سمعنا عن كثر ممن تحملوا المسؤولية العامة أمثال رئيس الوزراء توني بلير والرئيس الفرنسي جاك شيراك، وغيرهم في المجتمعات الغربية من الأسماء التي ينتهي عملها بإنتهاء مرحلة وقدوم أخرى.
مناسبة الحديث عن " النخبة" التي تعيد إنتاج نفسها مع كل مرحلةٍ ، وتنتج وجوهاً جديدةً لعناوين من العمل، وما ينسحب على الساحة السياسية هناك ينسحب على كثير من مجالات المجتمع الإنساني سواء في مجالات الثقافة أم الحياة الأكاديمية أم غيرها.
فصاحب فرضية " نهاية التاريخ" الأمريكي فوكوياما، قدم نظرية في عز مرحلة الحديث عن العولمة ، وتراجع عنها مرة أخرى، وظهرت وجوه أكاديمية جديدة، حاولت التعبير والتنظير للقادم.
إذن، ما بين مجتمعات نهضت وأخرى ناهضة ، هناك دوماً سؤال " النخبة" ومقدرتها على تجديد ذاتها بتوليد وجوه شابة، تحافظ على حيوية المجتمع، ومقدرته على استشراف قادمه.
وهذه النخبة التي تعتبر من أعمدة المجتمع ترتبط بالغالب بعناوين ومشاريع، تكون قد نادت بها ولها ، وعملت لأجلها، ولكن مع مفارقةٍ بسيطةٍ هي أن هذه النخب تغادر الساحة، وتتيح المجال لجيل آخر أو وجوه جديدة بتسلم المهمة.
في مجتمعاتنا العربية المهووسة بالوجاهة، تبقى النخبة تتربع على الساحة بل وتتمدد بالعرض، إذ تزاحم على جاهات الأعراس ، والشاشات والمقالات وتتنقل من اختصاص لآخر بسهولة كبيرة، أكثر ما تتأتى من ثقافة المجتمع القائمة على الشخص دون عناوينه وأفكاره، وهذه بحد ذاتها معضلة لأنه مع تقادم الزمن يصبح الشخص ينتمي لهمومٍ تختلف عن هموم أجيال قادمة، ويصبح يحتل حيزاً ومساحةً كان يفترض أن يملأها غيره، بما يصيب المجتمعات بحالة من التململ وغياب الصوت !
واليوم وفي سؤال الشيخوخة الباكرة، فإن نخباً كثيرة في مجتمعا بالعمل العام والأكاديمي والثقافي مطالبةً من منطلق مسؤولياتها أن تبرز الجيل الجديد، وتمنح الفرصة لظهور وجوهٍ تحمل رؤى وهموماً جديدة ، خاصة تلك النخب التي تعيد إنتاج نفسها في كل مرةٍ بأدوات وأشكال جديدة، دون حساب وزنها وتأثيرها.