أسقط رئيس مجلس الاعيان زيد الرفاعي بحواره مع قناة الجزيرة فرض الكفاية واصدر براءة ذمة لجيله ولعصره بعد ان نجح الرجل في الرد على مرحلة اردنية خالصة مخلصة شابها عبث بعض محترفي النميمة بعد ان لبسوا ثوب المؤرخين , واسقط الرفاعي وزر الفريضة عن باقي رجالات الدولة بحكم منصبه السياسي كرئيس لمجلس الملك , كما هو المستقر لمجلس الاعيان .
المكان اذا فضائية الجزيرة , والزمان زمانها من حيث توقيت البث او الاعلان المسبق عن الحلقة ولا اجازف ان قلت ان للزميل ياسر ابو هلالة دور في الرد , فلا اظنه مهنية من الجزيرة او مساحة كرم اضافية قدمتها للاردن , بل اراه دور مارسه الزميل العزيز ولا اقول فرضه بحكم موانته على مدير المحطة .
بقي سلاح حيوي في هذه الازمة خارج نطاق الخدمة وخارج نطاق التغطية , الاعلام الرسمي , الذي انتقل من حالة الرعب , الى مرحلة التلكؤ والتلعثم , فلا هو مارس دوره كسلاح حيوي على الاقل في المدى المحلي , ولا هو ابرأ ذمته بالمحاولة فضائيا لعل كلمة الحق تجد اذنا تسمعها , وليته بقي في خانة الصمت فقط , بل انتقل الى خانة التعتيم على من يتحدث , فأخفى رسالة اسماعيل هنية عن الشاشة , ولم يسمح للاردنيين ان يشاهدوا امتنانا سياسيا قد يكون شاهدا على عصر بكامله وليس على مرحلة بعينها , لأن الجميع موقن بأن " ما بعد غزة " تحول سياسي ومجتمعي كامل , وسنقول حكما " قبل غزة , وبعد غزة " وكانت شهادة هنية تعيد توصيف المشهد بالكامل لصالحنا ووفر لنا وثيقة تاريخية تشكر دور الاردن ملكا وحكومة وشعبا , وتشكر موقفا ديبلوماسيا , من الممكن ان يتحول الى ادانة في ظل هياكل المؤرخين الجدد .
الاعلام الرسمي بقي اسير المحبسين " التلكؤ والتلعثم " فلا هو ساهم في الرد ولا هو سعى لتأسيس ارشيف وطني يسمح لمن اراد ان يرد , هذا على اعتبار انه نأى بنفسه عن الدخول في مهاترات مع الجزيرة وترفّع عن الرد على هيكل , فكان الاجدى ان نرى ندوات تتحدث عن ضرورة الارشيف الاردني ونرى حالة استنهاض يقودها الاعلام الرسمي على اختلاف تلاوينه لنبش ارشيفه وازالة الغبار عنه واجراء لقاءات مع مؤرخيين اجتهدوا واكادميين حملوا راية التأريخ الوطني منفردين مثل الدكتور البخيت اطال الله عمره , لكن شيئا من هذا لم يحدث , ولم يحرك الاعلام الرسمي ساكنا .
قد يقول البعض ان رسالة هنية قد تثير حساسية لدى السلطة التي هي الممثل المعترف به رسميا وان حماس وهنية ليس لهم شرعية سياسية حتى نبث خطبهم وزياراتهم الى المستشفى الميداني , ولكن اليس لهم شرعية شعبية تفوق كثيرين ممن يحملون شرعية مجلس الامن ولعبة الامم , الا تحاورهم دول اوروبية وبعضا من امريكان , ويبقى الاهم المصلحة الاردنية العليا في ضرورة توثيق ما قاله هنية رئيس الوزراء الحمساوي بعد غزة وبثه لكل الدنيا حتى لا يتطاول علينا غدا احد حتى من جماعة هنية انفسهم , واعيد التذكير بما قاله الرفاعي " بأننا قد نكون الدولة الوحيدة التي طردت سفيرا امريكيا احتراما لسيادتنا الوطنية واحتراما لمصالحنا العليا , واللبيب من الاشارة يفهم .
omarkallb@yahoo.com