facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اقالة ريكس تيلرسون ما بين الدوافع والاحتمالات


اللواء المتقاعد مروان العمد
22-03-2018 02:55 PM

لم يكن ريكس تيلرسون اول وزير خارجيه أمريكي يتم اقالته من قبل رئيس الولايات المتحده الامريكيه ، ولكن ألطريقه التي تمت بها هذه الإقالة لا اظنها حدثت في تاريخ العالم ، فقد كان تيلرسون بتاريخ الثالث عشر من آذار قد عاد لتوه من جوله في جنوب افريقيا عندما احس بالم في بطنه مما جعله يدخل الحمام ، وأثناء وجوده في الحمام تم ابلاغه انه توجد تغريده على تويتر من الرئيس ترامب بخصوصه . ولدى اطلاعه على التغريده تبين انها تتضمن اقالته من منصبه وتعين المدير الحالي لوكالة الاستخبارات المركزيه الاميركيه ( سي آي أيه ) مايك بومبينو مكانه .

وقد عزا الرئيس ترامب في وقت لاحق سبب الاقاله بوجود خلافات بينهما . وقبل ان نتعرض لهذه الخلافات فلا بد من القول ان تيلرسون ليس أول مسؤول أمريكي رفيع يتم اقالته من اداره ترامب فقد سبق وخلال الخمسه عشر شهراً الماضيه وان أقال عدداً من كبار مسؤولي ادارته ومنهم مايكل فلين / مستشار الامن القومي وجيمس كومي / مدير مكتب التحقيقات الفدرالية ومايك دوبكي مدير اتصالات البيت الأبيض وشون سبايسر / المتحدث بأسم البيت الأبيض ورينس بريبوس / كبير موظفي البيت الأبيض وأنتوني سكاراموشي / مدير اتصالات البيت الأبيض وستيف بانون مدير حملته الانتخابيه وتوم برابيس / وزير الصحه والخدمات الأنسانيه وجاري كوهن مدير المجلس الاقتصادي الوطني وسالي بيتس وزيره العدل بالوكاله و دانيال راغسديل مسؤول الهجره . وأخيراً وزير الخارجيه ريكس تيلرسون .

وكانت اقاله ترامب للمذكورين على أمور مختلفه أهمها عدم توافقهم معه في ادارته لمهام منصبه وبسبب مواقفه من الهجره ومنع رعايا عده دول اسلاميه من دخول البلاد او بسبب التحقيقات التي تجري في قضيه التدخلات الروسيه المزعومه في الانتخابات الاميركيه الاخيره ولصالحه . تلك التحقيقات التي يجريها المحقق الخاص روبرت مولر والذي كان يحقق في احتمال تواطؤ بين الحمله الانتخابيه لترامب وجهات رسميه روسيه سعت للتأثير على الانتخابات لصالح المرشح الجمهوري ترامب . وقد حاول ترامب اقاله هذا المحقق الا انه لم يتمكن من ذلك بسبب موقف الكونجرس المعارض لهذا الأجراء الا انه دائماً ما يتعرض لهذا المحقق بالهجوم متهماً له بأن فريقه مكون من أعضاء ديمقراطيين متشددين . علما ان روبرت مولر والذي كان يشغل منصب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي تولى هذه المهمه بعد ان أقال ترامب سلفه جيمس كومي في التاسع من آيار عام ٢٠١٧ لأمور تتعلق بهذه التحقيقات والتي يريدها ترامب ان تلاحق المرشحة المنافسه له والتي يصفها بالفاسده هيلاري كلينتون مع ان التحقيق يتعلق به وبأدارته وهل كان للروس علاقه بوصوله للسلطه . كما انه قام بأقاله أندرو ماكيب مساعد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي قبل ايّام من اقاله تيلرسون على خلفيه هذه التحقيقات ايضاً

وكان ترامب يستبدل المعزولين بأشخاص من المتشددين والذين يوافقون على نهجه ، فهو مثلا قام بتعيين مدير السي آي أيه مايك بومبينو وزيراً للخارجيه بدلاً من تيلرسون ، علماً بأن المذكور من كبار داعمي سياسات ترامب وخاصه في الملف الايراني النووي والملف السوري واحد ابرز المعادين لروسيا وللاسلام والمسلمين في الاداره الاميركيه . كما ان ترامب قام بتعيين مساعده مدير السي اَي أيه جينا هاسبل كمديره لهذا للجهاز لتكون اول سيده تتولى هذا المنصب . علما ان المذكوره تعتبر الحلقه المحورية في برنامج التعذيب الاميركي الممنهج للمعتقلين وانها تقوم بالاشراف المباشر على سجن سري تأبع للوكالة في تايلند يتم فيه ممارسه التعذيب الممنهج وخاصه الإيهام بالغرق ضد المعتقلين فيه . وقد سبق وان كان المركز الاوروبي للحقوق الدستوريه وحقوق الانسان قد طالب النيابة الألمانية في شهر حزيران عام ٢٠١٧ بأصدار أمراً باعتقالها في إطار قضيه تعذيب لأشخاص متهمين بالارهاب .

وبهذا فقد اصبح حزب الصقور يسيطرون على البيت الأبيض ومجلس الامن القومي الذي يرأسه الآن كريستوفر رأي ووزاره الدفاع الذي يتولاها جيمس ماتيس بالاضافه الى مندوبه اميركا في مجلس الامن نيكي هايلي .

والآن نأتي الى أسباب وخلفيات اقاله تيلرسون فقد كانت العلاقات بينهما متوترة باستمرار حيث كانت تصرفات وقرارات ترامب غير منطقيه وغير متوازنه بينما كانت قرارات وخطوات تيلرسون اكثر عقلانيه . ومن نقاط الخلاف بينهما:-

١ - الموقف من الاتفاق النووي الايراني ما بين الولايات المتحده الاميركيه وايران . ففي حين ان ترامب وصقور ادارته يَرَوْن ان هذا اسوء اتفاق تم التوقيع عليه وانه سيعمل على إلغائه اذا لم يتم ادخال تعديلات أساسيه عليه في مده اقصاها الثاني عشر من أيار المقبل . فأن تيلرسون ومعه الدول الاوروبيه الموقعه على الاتفاقيه يرون بأن هذا الاتفاق قابل للحياه وانه يمكن ان يبنى عليه دون الانسحاب منه مع معالجه بعض عيوبه مثل اسلحه ايران البالستية.
لهذا فقد قام ترامب بأقالته وعين مكانه مايك بومبينو الصقر الصريح في عدائه لايران وللأتفاق النووي والذي يشاطر ترامب في موقفه من الانسحاب من هذا الاتفاق وإلغائه مما يشير الى اتجاه الاداره الاميركيه الى التصعيد في الملف النووي الايراني.

٢ - تباين وجهات النظر ما بين ترامب وتيلرسون في خصوص الازمه الخليجيه ففيما يدعم ترامب الموقف السعودي الإماراتي منها فأنه من الواضح أن موقف تيلرسون هو اقرب الى مسانده الموقف القطري . وكان وكلما يصرح ترامب بتصريحات داعمه للسعوديه كان تيلرسون يتخذ خطو ات اكثر للتقرب من قطر ودعم مواقفها . ولذا فقد تكون الاقاله قد تمت قبل زياره ولي العهد السعودي لواشنطن وقبل زياره مرتقبه للعاهل السعودي اليها لكي يقدمه قرباناً لهما ليتمكن ترامب من عقد المزيد من الاتفاقيات مع السعوديه التي بموجبها تقدم مئات مليارات الدولارات للولايات المتحده الاميركيه ثمن اسلحه لن تُستعمل ومشاريع لن يُستفاد منها مقابل توفير فرص عمل لمئات آلاف الاميركيين .

٣ - قد يكون ترامب قد استعجل الاقاله قبل أعلان صفقه القرن التي تعد ادارته لأعلانها في الفتره القادمه بالرغم من ان تيلرسون كان قد تم استبعاده منذ البدايه من الملف الاسرائيلي الفلسطيني وأوكلت هذه المهمه بصهر ترامب جاريد كوشنر بالرغم من ان مثل هذه العمليه كانت دائما من صلب عمل وزاره الخارجيه الامريكيه . وقد يكون ترامب وقد اقترب موعد اعلان الصفقه يريد ان يتم اخراجها عن طريق وزاره الخارجيه فجاءت اقاله تيلرسون خوفاً من ان يقوم بوضع العصى في دواليب هذه الصفقه .

٤ - تباين وجهات نظرهما وتعاملهما مع الملف السوري وقيام كل منهما بأتخاذ مواقف وإصدار تصريحات مناقضه للآخر حول هذا الموضوع . وقد كان واضحاً عدم رغبه تيلرسون بزيادة التورط العسكري المباشر في الازمه السوريه وفِي الزج بالمزيد من القوات الامريكيه هناك . ولعل الاتفاق الذي عقده تيلرسون مع وزير خارجيه تركيا حول منطقه منبج قد سرع هو ايضاً في اتخاذ قرار برحيل تيلرسون .

٥ - وبشكل عام فأن العلاقات بين الطرفين لم تكن جيده ، وان ترامب لم ينسى التصريحات التي أطلقها تيلرسون ووصفه له بأنه احمق . وقد سبق لترامب وان صرح بأنه غير متأكد من بقاء تيلرسون في منصبه لحين انتهاء ولايته وانه غير راضٍ عن عدم تأييد موظفي وزاره الخارجيه لبرنامج تيلرسون السياسي مما حدى بعدد كبير منهم لترك عملهم في وزاره الخارجيه . وفي مقابله لترامب مع شبكه فوكس نيوز هاجم وزاره الخارجيه تحت قياده تيلرسون وقال ان الرئيس هو وحده من يحدد السياسه الخارجيه الاميركيه ، وأضاف بقوله ان صاحب الشأن في ذلك هو انا ...انا الشخص الوحيد المهم . كما ان ترامب قرر الاجتماع مع الرئيس الكوري الشمالي كيم يونج من غير علم وزير خارجيته او مشاورته بهذا الموضوع . وقد برر ترامب قيامه بتنحيه تيلرسون بهذا الوقت بأنه يريد ان يلتقي مع الرئيس الكوري بطاقم جديد في ادارته .

هذا وسوف تظهر اول انعكاسات اقاله تيلرسون على مستقبل الأحداث في سوريه حيث اصبح المشهد اكثر وضوحاً واتفاقاً داخل معسكر الاداره الاميركيه هناك وانتهت الخلافات داخله بشأن تنفيذ خطه التربو العسكريه وهي اختصار لتجمع القوى العسكريه الاميركيه من وزاره الدفاع ومجلس الامن القومي والاستخبارات العسكريه ووزاره الخارجيه بقيادتها الجديده لتنفيذ السياسات والخطط العسكريه الامريكيه في سوريه التي تحظى بدعم وتأييد الرئيس ترامب .

وتهدف هذه الخطه الى تحجيم الدور الايراني في سوريه والوصول الى حد تدمير أدواته على الاراضي السوريه . وتتضمن هذه الخطه نشر عشره آلاف جندي أميركي في سوريه والقيام بعمليات عسكريه باستخدام ألقوه لتدمير المليشيات الايرانيه المناصره لنظام بشار الأسد وبما فيها حزب الله وربما قصف بعض الأهداف العسكريه التابعه لهذا النظام والتي كثر الحديث عنها مؤخراً وعن اقتراب موعد تنفيذها .

والآن وبعد ان تمت السيطره التامه لترامب وادارته المتشددة والمتهوره على جميع مفاصل الاداره الامريكيه ، فماذا يمكن ان يحصل وما هي للقرارات التي يمكن ان تتخذها هذه الاداره والى أين تقود العالم وهل ستتحول الولايات المتحده الاميركيه من دوله مؤسسات الى دوله الحكم الفردي المطلق لزعيم يتخذ القرارات وحده وينفذها ويحيط نفسه بأشخاص ينفذون تعليماته فقط ، مثلما يحصل في دول العالم الثالث مع فارق ان هذه الاداره تملك ما يمكنها من تدمير العالم ؟





  • 1 سهير العمد 25-03-2018 | 12:19 PM

    ترامب يظن نفسه انه العارف بكل الامور ويريد السلطة الفردية وستكون نهاية سلطته قريبة اذا ظل على هذا التسلط والتشدد بالراي وشكرا لك


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :