مقاومة "التتريك" بين كرزون والاسمر !!
هند خليفات
29-03-2009 08:34 PM
في السياسية المعتدلة يتحدث دافعي الضرائب من منطلق الحق والمشاركة في صنع القرار، و كأحدى دافعي ضريبة نجومية السوبر ستار "ديانا كرزون" في العام 2004،من خلال تصويتي وأنا على مقاعد الدراسة حينها، بأكثر من دينار وثمانين قرشا، وبواقع ثلاث رسائل تصويت، سأدافع اليوم عن حقي ...
الممثل التركي "أسمر راؤل" سيشارك "كرزون" في أغنية سيتقاضى عليها مبلغ 60 ألف دولار لقاء مشاركته كـ"lموديل" مرافق لها، المبلغ كثير جداً على خيالي الذي يصعب عليه تصور ان خمس دقائق من مشاركته كموديل في هذا الكليب ستعادل هذا المبلغ، وأتصور لو كنت مكانه ( لا سمح الله) كنت سـ"أُطٍلع" المبلغ من عينيه، وسأجعله "يشطف" درج العمارة، و يقضي حوائج البيت، و ربما سأجعله ينظف خزان الماء!!
الأكثر خطورة هو الخبر الذي بثته المواقع الألكترونية و المجلات، التي أظن أن هناك من يديرها حملتها من بعد، ويعرف " كيف يُؤكل عقل الجمهور" من خلال خبر مفاده ان الممثل " اسمر راؤل" ترك لوكيشن العمل وتوجه لمشاركة المصليين صلاة الجمعة في مسجد الملك عبدالله ، والذي يُقال أن المصليين تدافعوا للسلام عليه، والتصوير معه حسب رواية الخبر ، و الغريب ان الخبر تناسل في المطبوعات والمواقع كحدث غريب، وفي دماغي قلت عن هذه الخبر: فعلا انها ضربة " منتج"!!.
أتخيل أن "أسمر" قد هب وترك موقع التصوير وبوجهه هرع الى المسجد في العبدلي، و ليلتحم مع أكبر تجمع للمصليين في صلاة الجمعة، و اتصور أن أسمر عندما سلم على اليمين ثم الشمال؛ تهافت عليه جمع غفير من المصليين المعجبيين، و ربما تبركوا بالسلام عليه وربما سأله أحد المعجبيين ان يدعوا له دعوة من فمه لباب النجومية !! و كل هذا طبعا دون تخطيط مسبق!!
و اكيد ان أسمر فاجأهم وذهب( وحده) للصلاة ، و وربما استقل سرفيس العبدلي و جلس بالمقعد الأخير وبيده مسبحة أهدته أياها الوالدة عندما عادت من العمرة رقم 13!! و لدرجة انه لم يكن يملك أجرة الطريق بالعملة الأردنية ، فأعطى السائق بدل المسبحة التي كان يسبح بها!!
فعلا أنه فنان ورع والكثر ورعاً هي تلك الجهة التي تدير هذا المقلب علينا!ّ! فكوننا مجموعة من الأبرياء الذي يصدقون كل ما "يفبرك" لنا!!
الغريب أن "أسمر" ظهر خلال المسلسل كما كنت أسمع - من أبن أخي الذي لم يتجاوز العام الثامن- انه ظهر يتقلد صليباً جميلاً في عنقه، وأظنه لو طٌلب منه ان يغني مع إحدى المغنيات الأسرائيليات لترك " اللوكيشن" وتوجه بين الحشود لحائط المبكى .. و "كله بسعره" طبعاً!!
لسنا ضد تنويع الثقافة في العمل الفني، لكننا ضد إستغفالنا (نحن دافعي ضريبة نجومية ديانا كرزون) وتصريحاتها السابقة التي أقل ما يمكن ان يقال انها مستفزة..
الآ يكفي اكثر من خمسمائة عام من التخلف الذي أصابنا بسبب التتريك قهراً حينها؟ و لنعود طوعا و بأيدينا لنسلم انفسنا مرة أخرى للتتريك الثقافي الجديد؟!!
سنصفق لصوت ديانا الجميل، لكنا سنصفق أكثر لو لم تشارك في حملة " التتريك" الثقافي الذي يغزو عقر دارنا العربية تارة من خلال " مهند " ومرة اخرى يعود بـ"أسمر" والقادم " أصخم" ..
hindcolors@yahoo.com