يتحدثون عن عيد الأم واستغرب أنهم يمتدحون حنانها الذي خلق مجبولاً في جيناتها ومغروس في حناياها، تعطي ليس واجباً بل عشقاً وحباً، تمتدحون ما هو مرسوم لإكمال المسيرة ولبناء الأجيال، لا تشعروا الأم بالشكر الجزيل على ما قدمته بل أشعروها بما أعطاها الله من مقدرة على التحمل والحنان لتعطي المزيد، فمن يعطي أكثر مما يأخذ هو من أعظم خلق الله، هي تستمتع أكثر مما تتذمر عندما تربي وتطبخ وتغسل وتسعد، ولا تنسوا أن اسم الأم ليس منفرد بل جاء من مصطلح أمة بأكملها، فكل أم بعملها تبني أمة، فكل عام وأنت بخيرأيتها الأم العظيمة، ولنقل لها كما بنتك أمك لتكونِ أم لنا فلتكملِ مسيرتك ببناء أمهات للمجتمع مثلما بُنيتِ لتكملي المسيرة في المجتمع ولا يسعنا إلا ان نقول، كما قال الشاعر حافظ إبراهيم:

الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق

وأكتب لها بقلمي:
سر يا قلم نظم من القلم قيفان
للي غلاها فاق كل الخلايق

في عرقها يسري حنان وتحنان
وفي جودها تسوى جميع الخلايق

تمشي توزع حبها فرح وأحزان
وما تنظر كلمة من أغلى الخلايق

هي تعتبر حبك من الشعر أوزان
وهي تعتبر حبك يفوق الخلايق

يوم نطقت حروف كلمة بميزان
طارت فرح ونادت على أسمى الخلايق

يا سيدي لا تعتبر حبها اعلان
واركد وصورة أسمها للخلايق

عطشان يا أمي والجسم بردان
وانتي الغطاء تسوي جميع الخلايق