في الذكرى الخمسين لمعركة الكرامة الخالدة نترحم على شهدائنا الأبطال الذين ضحوا بارواحهم ليبقى الاردن عزيزا كريما شامخا في اقليم مضطرب يحوي احتلالا غاشما لارض فلسطين وتتصارع فيه النزاعات لتمزق الشعوب العربية الى دويلات طائفية تحارب بعضها البعض ، يتربص بها عدو غاشم يثير الفتن والنعرات لمصالحه السياسية والاقتصادية .
نستذكر في يوم الكرامة بطولات نشامى القوات المسلحةً القتالية اذ استشهد الكثير منهم، رحمة الله عليهم اجمعين ، وقد ادوا الواجب العسكري في القتال حتى الموت وتحقيق انتصار عسكري كنا كامة عربية في امس الحاجة اليه لنثبت لانفسنا اولا اننا نستطيع تحقيق النصر وان جيش الاحتلال الاسرائيلي ليس جيشا لا يقهر .
شاركت قبل عدة ايام في مؤتمر دولي ثري بالمواضيع والحضور عقده مركز دراسات اللجوء واللاجئين - جامعة اليرموك لمناقشة موضوع الاجئين بابعاده المختلفة ، وتشرفت بترأس جلسة تناولت دور القوات المسلحة - الجيش العربي- حرس الحدود نموذجا والخدمات الطبية الملكية في المساعدات الانسانية ، بالاضافة الى اثر الهجرة القسرية على القطاعات الاقتصادية والاجتماعية وسوق العقار.
وقد تحدث بها مدير حرس الحدود العميد الركن علي رضوان المومني ومدير الطب الميداني في الخدمات الملكيةً الطبيب العميد الطبيب سالم الزواهرة ، كما تحدث ممثلين عن دائرة الإحصائات العامة ومديرية املاك الدولة .
عرض في هذه الجلسة فيلم فيديو عن مهام حرس الحدود تضمن مشاهدات وصور اثرت في وجدان الحضور اذ عكست الدور الإنساني الكبير الذي قام ويقوم به أفراد حرس الحدود في استقبال الإخوة السورين وهم يهربون من الموت والدمار وعلامات الفزع والخوف والاضطراب على وجه كل لاجئ منهم أطفالا وشبابا وشيوخا . فتيات ونساء فقدوا كل شي وجاؤوا الاردن لينعموا بالامن والسلام خوفا ورعبا مما مروا به ليكون في استقبالهم ومعاونتهم أفراد من جيشنا الباسل . شاهدنا في هذا الفيلم كيف كانت القوات المسلحة تقدم الماء والعصير لمن تستقبلهم على الحدود كما نستقبل في بيوتنا من يدخل علينا دخالة ، وهي عادة متاصلة فينا وفِي موروثنا العشائري الأصيل ، فمنهم المسنة التي لم تعد قادرة على الحركة والسير اكثر فيقوم الجندي الشاب بمساعدتها لتتكئ عليه كما لو كانت والدته . شاهدنا كيف قام اكثر من جندي بإخفاء بندقيته حتى لا يرتعب طفل من النظر اليها تحسبًا من ان يتذكر ما قد شاهده . وكمً كان مؤثرا منظر الجرحى المصابين على حدود الاردن وكيف كانت ردة الفعل الأولية الاحترافية من الخدمات الطبية الملكية لا بل وحتى جثث الأموات التي كان اَهلها يقومون بإحضارها للحدود الاردنية من اجل استخراج شهادة وفاة .
في ايامنا هذه يقوم الواجب العسكري على المناورات القتالية والتدريب العسكري ، وهي الاهم خاصة في ظل وجود احتلال وظهور الحركات المتطرفة بالاضافة لمهام حفظ السلام والمساعدة في بناء الدول والإغاثة
من قام ويقوم بهذه الجهود الجبارة على الحدود وهم اولا إخواننا وأبنائنا ، قد ادوا مهاما أرقت راحتهم النفسية وحدث ولا حرج عن الإرهاق الجسدي . وان كان البعض يقول ان هذا من ضمن واجباتهم العسكرية
في ذكرى معركة الكرامة نقدم التحية لمن هم على خط الدفاع الاول أمنيا واول من يبذل الجهود المضنية في اعمال الاغاثة الانسانية واستقبال الملهوفين ليبقى الاردن متميزا في تعامله و جهوده .
نرفع لهم القبعات فالواجب العسكري المهني الاحترافي لا يثني نشامى الجيش العربي عن تعاملهم الإنساني العروبي الأصيل. ليبقى بلدنا واحة الأمن والاستقرار كما يريده سيد البلاد .
نترحم على شهدائنا الابرار وندعو سبحانه وتعالى ان يحفظ اردننا الغالي ونشامى الجيش العربي وقائد الوطن المبجل.