تسمع رأيا ايجابيا في وزير خارجيتنا الجديد ناصر جودة ، وحين يقول وزير الخارجية السوري وليد المعلم امام الصحفيين الاردنيين والسوريين ، ان الاردن يستحق التهنئة بكهذا وزير ، تعرف ان الوزير الجديد ، يؤثر للغاية ، وسط دبلوماسية معقدة ، لا تقبل وزراء جددا ببساطة.
كاريزما الوزير ليست بحاجة الى مديح او تملق ، وحين ترى كيف يحفظ الوزير درسه جيدا وسط وزراء عرب من طراز سعود الفيصل ووليد المعلم وعبدالله بن زايد وغيرهم ، تطمئن الى صورة الاردن الخارجية والى قدرة الوزير على التأثير وتمثيل موقف الاردن جيدا ، وحين تسأل الوزير عن سر الاداء بهذه السرعة وهو وزير للخارجية من اسابيع فقط ، يعيد الفضل الى الملك ويقول انه هو الذي يجعل لاي شخص اهمية وقيمة وتأثيرا ، وسط الدبلوماسية العربية ، رادا الفضل الى صاحبه.
ينفتح وزير الخارجية ، هنا في الدوحة على الاعلاميين ، اذ يلتقينا مرتين ، يوميا ، صباحا ومساء ، لوضع الاعلاميين الاردنيين في صورة اخر التفاصيل حتى يكونوا على معرفة بما يجري ، وقد استبق الوزير الامور حين قال ان علينا ان نتنبه الى ان هذه القمة قمة تعزيز للمصالحة وليست قمة مصالحة ، وان هناك فرقا بين التعبيرين ، ويأتيك بالاخبار ، نص بيان الدوحة حول تعزيز المصالحة ، التي اعد لها الوزراء بيانا خاصا يحمل نفس مضمون تعزيز المصالحة ، وليس عقدها.
اداء الوزراء ، في العمل الرسمي ، في مختلف الحقائب يختلف من شخص الى اخر ، والقصة ليست قصة الفرصة وحسب ، فقد خبرنا وزراء في ظروف صعبة ، زادوها صعوبة ، وفي ظروف سهلة تراجع اداؤهم ، وهكذا فان الدولة تمنح الفرصة للانسان ، غير ان الاستعداد الشخصي والكاريزما والقدرة الطبيعية والمكتسبة كلها تلعب دورا في تحديد اداء أي وزير في أي حكومة.
تراكم الخبرة والتنقل بين مواقع مختلفة والتعليم يلعب دورا اخر ، ولعل العنصر الاهم ان يفهم كل وزير طبيعة موقعه ومهماته ، وعندها لن نشهد تراجعا في اداء أي وزير او وزارة ، اذ ليس معقولا ان تسود اليوم مدرسة تقول ان المطلوب هو وزراء ضعاف ، وهي لوثة استجدت علينا في السنوات الاخيرة الماضية.
كاريزما الوزير جودة في القمة ، كانت كاريزما الاردن ومكانته ، وفوقها قدرة الوزير على انصاف بلده ، وعدم السماح بتذويب دوره وتراجعه.
m.tair@addustour.com.jo