هل قرعت طبول الحرب ، وهل ستدخل امريكيا, وحلفاؤها الغربيون من بوابة القوة العسكرية . نعم نقر أن روسيا أستأثرت بالقرار السوري , وتعاملت مع إيران وتركيا وحزب الله بالشكل الذي يمضي بأهدافها وفق لعبة الشطرنج في التقديم والتأخير لتحبك القبضة وتسير الرأي العام العالمي , ومجلس الأمن ودول المنطقة وفق منظور واحد ألا وهو ان مفتاح الحل الأول والأخير لقضية سوريا هو روسيا وأنه لا حل ولا علاج بدونها , لهذا تجدها تقصف وتقتل وتنادي بالنظام ولا تعترف بسواه وتناور تركيا وتبعدها عن اي حل مع أمركيا وتضحك راقصة على تصعيد الموقف ما بين أمريكيا وأيران , لإن في ذلك مصلحة روسية خالصة.
امريكا التي تربط علاقاتها بالعالم وفقا لمصالحها ولاشيء غير ذلك وجدت نفسها وطيلة حقبة أوباما أنها خارج التقسيمة رغم محاولتها استعراض القوة قبل عامين بضرب قاعدة الاسد ومخازن أسلحة ب59 صاروخا توموهوك ردا على حادثة خان شيخون الكيماوية . علها تغير من التوجهات والمواقف الروسية , إلا أن الأمر بقي دون اي تغيير , بل على العكس زاد من اصرار وتعنت الروس, بدك المدن والقرى بأعلى مستويات الصواريخ الفتاكة , إضافة لجلب صواريخ اس 300 واس 400 . واستمرت لعبة الروس في كسب الوقت والمماطلة في التفاوض لوقت شعر الامريكان أنهم اصبحوا ضمن إطار لعبة الروس التي أضعفت الموقف الأمريكي في المنطقة خاصة بعد مسالة السفارة الأمريكية وخذلان الإدارة الأمريكية لحلفائها العرب والمسلمين في المنطقة .
الأمريكان دقوا طبول الحرب منذ اشهر وأشهر وحاولوا ان يبعثوا برسائل لإيران وتركيا وللنظام السوري ولروسيا نفسها , فأثارت قصة الأتفاقية النووية مع أيران ومن ثم اثارة الشارع الايراني , وتوجهها لخلق قوة نووية للسعودية ودول الخليج وتدمير ذراعها في لبنان , وتغيير نظام الاسد , في حين بدأـ بالتلويح لمقاطعة روسيا وحملت بريطانيا وفرنسا وبعض دول الإتحاد الأروبي على التصعيد ضد روسيا بالمقاطعة وإجراءت أخرى اشد فمن قصة التدخل في الإنتخابات الأمريكية وتملك شركة بريطانية تدعمها روسيا لما يزيد عن 50 مليون مشارك في الإنتخابات الامريكية , إضافة لقصة مقتل الجاسوس الروسي في بريطانيا , الى ما تتناقله وسائل الإعلام من تزاحم السفن الحربية الامريكية والبريطانية على شواطيء البحر المتوسط .
المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وحسب بعض المصادر الإعلامية تلقى تحذيرا من روسيا بأن معركة كبيرة سيدخلها الأمريكان وإسرائيل وبريطانية وذلك بعد سقوط الغوطة الشرقية تبدأ بسورية ثم تنتقل لايران إذا لم توافق إيران منذ البداية على شروطها . , وعلى ما يبدوا فقد بدأت حمى التسليح حيث فتحت روسيا جسرا جويا مع سوريا وبدأت الاستعدادات لإحلال عشرة الاف عراقي (الحشد) مكان قوات حزب الله الذين سيعودون للجبهة في لبنان . عازمة لضرب الايرانيين وحزب الله في مناطق جنوب غرب سوريا . أما إسرائيل فهي تعمل على الدخول في الحرب لإمور عدة : الأول التخلص من ما تعتقده خطر الوجود الايراني وحزب الله في المنطقة الجنوبية الغربية لسوريا والمتآخمة مع حدودها .
إضعاف القدرة الأيرانية العسكرية والسياسية للتوقف عن تهديد اسرائيل . كذلك إضعاف حزب الله من خلال اضعاف والهيمنة على القرار الإيراني و التخلص من محور ما يسمى بالمقاومة الذي يشكل هاجسا لإسرائيل . هذا إضافة إلى تهيئة الظروف لإنشاء دولة أو دويلات في سوريا غير قادرة على النهوض قبل 50 عاما . وأخيرا ابراز قوة إسرائيل كقوة ضاربة في المنطقة تفرض شروطها التفاوضية دون مواجهة من أحد.
التصعيد الذي يشير اليه وزير الخارجية البريطاني الكسندر دي بوريس جونسون و سارة ساندروز المتحدثة بإسم البيت الابيض اللذان أكدا على ان استمرار أستخدم الأسلحة الكيماوية رغم التحذيرات سيكون مرتعه وخيم , وما نشهده اليوم من تصعيد وتوتر في قاعات الجمعية العمومية وخاصة مجلس الأمن .
تحشدات السفن الأمريكية وحاملات الطائرات والبارجة البريطانية Type 45 , لم ولن يكن مجرد إستعراضات عسكرية , ولم يتم تهيئة المجتمع الدولي ضد روسيا وسوريا وايران بموضوع الغوطة الأ لإيجاد المبرر لتنفيذ خطة أمريكية هدفها التموضع في سوريا وبناء تواجد أمريكي فيها . خاصة بعدما إقتنعت امريكيا بان الروس غير مبالين بالأمريكان وقد تجاوزوهم أكثر من مرة , مهمشين الدور الأمريكي ومباديء حقوق الإنسان التي يتغنون به دائما.
الواضح أن أمرا ما يدبر ( بليل ) وأن الروس والإيرانيين والسوريين يعلمون بذلك , ولكن ما ذا هم بفاعلون .فروسيا وحسب التقارير العسكرية والإقتصادية , والجيوسياسية غير قادرة على مجارة إندفاع التحالف الأمريكي وستكون الخسارة عليها قاسية جدا , ومن المتوقع وبعد أن تدرك خطورة ما سيحدث أن تتقدم بمشروع حل عملي يرضي جميع الأطراف, وبمبادرة من مجلس الأمن لحفظ ماء الوجه , ووضع نهاية لصراع دام أكثر من ثماني سنوات ولم يبق أحد. فخطورة إدخال المنطقة في أتون حرب سوف لا يكون ذا نهاية سعيدة على الجميع وسوف تتهدد مصالح الجميع .