الثقافة: الكرامة نهج ثقافي وفاصلة مهمة في كتاب تاريخنا الوطني
20-03-2018 10:26 AM
عمون - قالت وزارة الثقافة إن الكرامة مُعطى ثقافي، ونتاج وعيٍ وطنيٍّ ثقافيٍّ توارثته الأجيال الأردنية نهجاً وتربيةً، نستلهم عبرها ونعيد قراءتها فكرياً وإبداعياً، لتكون نبراساً هادياً للأجيال عبر الزمن، بوصفها محطة من محطات المجد، وفاصلة مهمة في كتاب تاريخنا الوطني.
وأضافت في بيان صحفي بمناسبة اليوبيل الذهبي لمعركة الكرامة الخالدة انه وبعد مرور خمسين عاماً يظل النصر آية لا نمل ترتيلها، والشهداء الأبرار ملحمة لا تدانيها ملاحم التاريخ الكبيرة، لتكون أيقونة للأجيال وحرزاً للحاضر والمستقبل، ورايات عز تخفق في أعماقنا منذ أن رسمت الكوفية الحمراء المخضبة بلون الأرض قصة النصر في معركة الكرامة الخالدة.
وأوضح البيان ان النصر جاء والأمة تمور في لحظة ارتدادية قاسية، تلملم جراح النكبة وآلام النكسة، حين صمد الأردن أمام هذا الامتحان القاسي، الذي هدد وجود الأمة وحضارتها، فجاء الرد من فوهات البنادق، وتضحيات رجال آمنوا بوطنهم فزادهم عزة وكرامة، وأعلنوا كسر شوكة الغزاة على عتبات شريعة الوفاء وحدود الكرامة.
وأشارت الوزارة إلى أنها كانت على مدى السنوات الماضية مثلما الوطن حصناً منيعاً ضد الفكر الرجعي، ومنارة للنور والإبداع المرتكز على الثوابت الوطنية، وإرث الشهداء وما اختط الهاشميون من نهج عروبي قويم، في سبيل إعادة الأمة إلى أعلى مدارج الحضارة الإنسانية الرفيعة كما كانت، وتظل وزارة الثقافة على العهد ترسم ملامح الوعي للأجيال، وتقدم خطابا تنويريا توعويا تحرسه الكرامة، ليستقر في الوجدان وفي البنية العميقة للشخصية الأردنية؛ إسهاماً منها في بناء الهوية الوطنية الأردنية وتعميقها على أسس من التعددية والانفتاح الإنساني الرحب.
وبينت انه في هذه اللحظات التي يتنسم فيها الأردن فوح الكرامة ودروسها العظيمة في التضحية والفداء، حينما تتجسّد فيها طقوس العزّة والمنعة وأبهى صور الولاء للوطن والقيادة، تتعمق اليوم ذكرى الكرامة كسجل فخار وطني وذاكرة شعب وجيش انصهروا في بوتقة واحدة تقاتل من أجل الحق، والقدس على مرمى العين من عمّان الفؤاد وجبال البلقاء.
وقال البيان ان المنطقة تشهد اليوم مخاطر تستهدف حاضرها وتطمس معالم تاريخها المنير، وتزرع المخاوف حول مستقبلها، مما يجعل من ذكرى الكرامة لحظة تاريخية تحفزنا لنقف جميعاً موجهين أنساق الوعي بمختلف أشكاله إلى حماية الوطن، وترسيخ بناه، وتطوير أدواته في الدفاع عن ذاته، وتمكين أهله ليكونوا سهاماً في كنانته حين تحيطه الأزمات أو تقترب من حماه، مؤكدين أننا وعلى طول هذا المدى الزمني الذي توشح بالكرامة قد بنينا خطابنا الثقافي مرتكزين على المكان الذي يرسو في جنبات القداسة ويتجاوز حدود الجغرافيا، وعلى الزمان الذي يختزل مخاضات الإنسانية، وعلى شخصية وطنية نضج نسيجها الوطني فغدت تحمل رسالة الدولة في حدقاتها.
وحيت الوزارة بمناسبة هذه الذكرى البطولية المؤسسات الأمنية والجيش العربي الباسل وقيادته الحكيمة الذين سطروا وما زالوا أروع البطولات والتضحيات على مدار الجرح والفرح، فهو سياجنا وخط الدفاع الأول لحماية المقدسات والمكتسبات الوطنية والثقافية.