أكثر العبارات التي تواجهني هذه الأيام «يا رجل فُكّك»..»سيبك منهم»..»100 عطّار ما لحّق ع..» ، «فخّار يكسّر بعضه»..وعندما تسأل جماعة «فُكّك» عن ماذا اكتب اذن؟ يقترح عليك:المطبّات..الكلاب الضالة!!..فأجيبه صدقني أنا لا أكتب سوى عن هذين المحورين..المطبات السياسية والاقتصادية ، ومن حاول أن ينهش بهذا الوطن فساداً وتخريباً ولو كان يرتدي ثوب الوطنية والمسؤولية أحياناً..
قلتها قبل هذه المرّة ، الكاتب الصحفي مثل الحكم في مباراة كرة القدم ، يجب أن يكون مراقباً لأداء الجميع وغير محسوب على أحد ،عندما يقع خطأ يصفّر عليه ويشير إلى مكان حدوثه ويعيد الحق لصاحبه ، لا يمكن للكاتب الصحفي الذي يحترم نفسه وقلمه وتاريخه أن يكون (حكماً مباعاً) أو ساكتاً عن الحق، فيعطي الحكومات الأفضلية في اللعب ويحتسب لها الأهداف المزوّرة والمتسّللة ويحوّل كل الأخطاء على الشعب ويدافع عن «الدفاشة» التي تقوم بها السلطة التنفيذية بالملعب السياسي..فقط ليرضوا عنه ويدللّوه ويقربوه منهم ويدخل معهم من حيث يدري ولا يدري في لعبة تقاسم المغانم بعد الفوز.
الوطن أكبر منّا جميعاً ، وله فضل علينا جميعاً،ولا يقتصر واجب الحماية والإدارة على الحكومة والأمن فقط ، بل علينا ايضاَ..عندما يقتصر الأمر على أملاكهم الخاصة ومزارعهم المملوكة أو الموروثة من «الوالد» لهم الحق أن يفعلوا ما يشاؤون ، لكن هذا الوطن ليس ملكية خاصة ولا هو مزرعة أهلية بل هو وجودنا وكياننا وكرامتنا جميعا...والله لا نكتب لنناكف أحدا ،ولا لنشاغب على أحد ،ولا لنعارض أحد، ولا نطمح من هذه المواقف الا رضا الله ثم رضا الوطن، كما بنفس الوقت لا نخشى الاتهام ،ولا يزعجنا المنع والتهميش..نحن نكتب لأننا أصحاب الرسالة في الدفاع عن الأوطان والشعوب ، رسالتنا أن هذا الوطن هو الخالد ونحن الراحلون ، الأسماء مهما كبرت ستؤول إلى التراب، أما تراب هذا الوطن فهو تبر التاريخ الذي سيكتب به رغماً عن كل الكارهين.. نرفض أن نتّهم بالتحريض إذا ما قلنا كلمة حق أو انتصرنا لمظلوم، من يسكت عن تجويع الناس وإنهاك الاقتصاد هو الذي يحّرض.. لن نسكت عن الحق وسنبقى نكتب ونضع الإصبع على الخلل حتى يعتدل الوضع أو نسلّم الأمانة إلى بارئها..
الرأي