عمون - كلنا نعرف بأن الأردن بتكوينته منذ الأزل يتكون من مجموعة من القبائل المتكاتفة والتي تتميز بالكرم والشهامة والالتزام بالوعود واستقبال الضيف، وتحترم كلمتها وتعتبر ان (الكلمة التي تخرج منهم توزن بالذهب ولها قيمتها التي تحسب عليها).

وبعد دخول العديد من حالات اللجوء الفلسطيني واللبناني والعراقي والسوري، أصبح هناك تغير ديموغرافي وزيادة في اعداد السكان في الأردن، ولكن ما نبقى نسأل عنه ويحير الكثيرين (هل العشائرية أصبحت مصدر قلق؟ أم أن العشائرية يجب أن تلغى؟ أم أن العشائرية أصبحت حجر عثرة في طريق تطبيق كثير من القوانين؟) أسئلة يتم تبادلها يومياً في الشارع الأردني، وتشكل قلق داخلي وتوتر، ونرى الفزعات العشائرية بالذات في المحافظات الأردنية يتم اتخاذ الحيطة والحذر منها، ولكن علينا أن نعرف أن العشائرية مبادئ سامية ومساندة للقيادة وبناء الأردن على أن لا تستغل هذه كأداة في مواقف معينة لتحقيق غايات مسؤولين سابقين للرجوع إلى كراسيهم أو تحقيق مصالح أفراد معينة أو تستخدم في إثارة النعرات التي تهلك البلد، بل وتقوده إلى الهاوية.

ولكن على الدولة والحكومة أن تعي وعياً تاماً أن العشائرية بدونها لن تسير مراكب الدولة الأردنية خاصة في بلد موقعه مثل موقع الأردن وتحيط به ظروف وتحديات صعبة، فالعشائرية هي الفزعة المنظمة في الحفاظ على أمن البلد وهي صمام الأمان الذي ينظم العلاقات داخل المنظومة السكانية، فلم نجد أن العشائرية رفضت اللجوء ولم ترفض أي مواطن أجنبي ولكن ترفض أن تهمش في كثير من المواقع، قلتها سابقاً أن المسؤول في الاردن سواء جنوبي أو شمالي أو من الوسط او يحمل الجنسية الأردنية لا تقلقنا عائلته بقدر ما يهمنا تحقيقه لرؤيا المؤسسة التي تولى مسؤوليتها لخدمة أبناء الأردن ووضع نصب عينيه ميزان العدالة في كل تعاملاته مع أبناء الوطن على اختلاف أماكنهم أو عائلاتهم.

وأعتقد أن زيادة نسبة عدد السكان في الأردن لا يشجعنا على طمس معالم العشائرية، وأتكلم بكل وضوح أن العشائرية ستبقى رمز مساند للقيادة وحفظ الأمن وافتخارنا بالعائلات الأردنية التي تحمل كل منها شجرة نسبها هو ليس لتفاخر بل (لنفخر أن سكان الأردن من أصول عريقة ويشهد لها التاريخ وبداية الاعتزاز بسلالة العائلة الهاشمية).

ويبقى أن نعرف أن التساؤلات التي طرحتها يجب أن تكون ضمن خطط الدولة في الحفاظ على العشائرية كرمز ثابت نعزز جوانبه الايجابية ولن نسمح لأحد أن يستغل طيبتهم وكرمهم ونخوتهم لتوجهاته الشخصية مهما كان.

وليكن شعارنا كل العشائر والعائلات في الاردن تحمل مسمى واحد (العشيرة الأردنية على رأسهم الهاشميين).