"نشمي" تتقدم الجموع في مؤتمر تونس
د. زياد الشخانبة
18-03-2018 07:49 PM
ليس من حسن الطالع أو مصادفة يكون اختيار قائد المراسم، إذ أن العقيدة العسكرية ليسَ للمساومةِ فيها مكان، إذا ما كان هناك اختيارٌ لقائدٍ للجموع .
ذات الأمر قد تمَّ لكن في محلٍ آخر، ألا وهو مؤسسة نشمي للعمل الشبابي، التي تم اختيارها لتتقدم الجموع في مؤتمر جامعة الشباب العربي المنعقد هذا الاسبوع بتونس؛ إذ أنها ستمثل الأردن وسيقف رئيسها علاء البشيتي في الافتتاح مغردا بكلمة نشمي التي اختار المنظمون أن تكون ضمن افتتاح المؤتمر الذي يشارك فيه 15 دولة.
وهذا ليس من باب الصدفة أو الإنتقاء العشوائي، بل أنه اختيارٌ مبنيٌ على دراسة مستفيضة ومعرفة بمؤسسة نشمي التي تجاوزت سمعتها حدود الوطن، وليس أنها سمعة قادمة مِن ترويجٍ إعلامي زائف، بل أنها سُمعة تجذّرت من خلال عملٍ دؤوبٍ ليل نهار بعيدا عن الاستعراض وقريبا من الصمت .
تأتي مشاركة نشمي بهذا المؤتمر للحديث عن دور الشباب في محاربة الفكر المتطرف وتعزيز قيم التسامح وإبراز دور الأردن كنموذج يُقتدى به في التعايش المشترك والحضاري، وهذه المحاور تعمل عليها "نشمي" بأساليب غير تقليدية؛ إذ تميّزت بهذا الجانب الذي قطفت ثماره من خلال آلاف الأعضاء المسجلين والمنتظمين رسميا بمؤسسة نشمي، إضافة الى قطف ثمار كبيرة لدى كافة فئات المجتمع وتعزيز قيم التسامح وغرس بذور التطوع لدى الشباب الأردني بفضل نشمي وأعضائها الذين يعملون كخليةِ نحلٍ تنتشر عبر المدن والأرياف والبوادي ضمن احترافية في توزيع المهام والعمل .
وليس من باب الإستطراد بالمدح بل لإعطاء نشمي حقها بالوصف، فهي فاصلٌ تاريخيٌ بين هروب شبابنا سابقاً من التطوع، إلى تدافعهم للمشاركة فيه، وما هذا إلا بفضل جهود جبارة قام بها القائمون على هذه المؤسسة التي لم تفكر أبدا ومنذ نشأتها بأن تسلك طريق البحث عن التمويل او الأعطيات رغم حجم المصروفات الكبير الذي يتكفل به كاملاً رئيسها علاء البشيتي والذي وضع هذه المؤسسة في رأس قائمة المؤسسات الشبابية الأردنية التي يقطف الوطن وأبناؤه ثمار جهودها صباحاً ومساء.
اليوم نتحدث عن نشمي بكل فخر ودون مبالغة، كيف لا وهي التي تحمل على عاتقها مبادرات منظمة تأتي على مختلف المجالات ويشترك بها مَن هم على مقاعد الدراسة في المدارس والجامعات وغير ذلك ممن وجدوا مؤسسة تعمل كلها كفريقٍ واحد وأي فكرة يطرحها أحد أعضائها يمكن العمل عليها دون أن يكون هناك رئيسٌ ومرؤوس بل أن الأجواء الأسرية والوطنية التطوعية هي التي يعيشها شباب نشمي في عملهم.
الحديث عن نشمي يطول، فإذا ما جئنا سريعا على العام الفائت فقد نظمت المؤسسة 22 مبادرة ناجحة أبهرت المراقبين وزادت من شغف انتساب الشباب إليها، وفي هذا العام تعمل نشمي وفقَ خططٍ تم وضعها باسلوب عصري يحاكي حاجات الوطن؛ منها ما يتعلق بالفكر المتطرف وذوي الإعاقة ودمجهم بالمجتمع مع التركيز على الطلبة في المدارس وغرس روح الانتماء والتطوع بداخلهم.
ومما سبق أضحت نشمي محط أنظار منظمات ومؤتمرات المنطقة العربية وخارجها، كنموذج يقتدى به بالعمل الشبابي والتطوعي، لذا نجد جهات شبابية وتطوعية إقليمية تتسابق لأن تكون نشمي ضمن أبرز المدعوين والمتحدثين في فعالياتها.
ولا شك أنه وبحضور نشمي لمؤتمر جامعة الشباب العربي يمثل حضوراً قويا للأردن؛ إذ أن مؤسسة شبابية نفخر بها ستمثل وطننا في وقتٍ نجد بهِ شغفاً إقليمياً يُريد الإطلاع على تجربة مؤسسات أردنية ناجحة في هذا المجال، لذا سيكون التمثيل الأردني في أوجهه عندما تعتلي نشمي افتتاحية المؤتمر بكلمةٍ أراد المنظمون أن تكون في الإفتتاح بين عشرات الدول المشاركة، هذه الكلمة التي لا بُد وأنها ستقدم الشباب الأردني المثابر الذي يتنافس على المشاركة بالتطوع ويملك فكراً متحضراً واعياً كل همه المحافظة على وطنه والإرتقاء به.