تهمني قضية التعليم كثيراً ، فعليه تتقدم الأمم وتبنى الأوطان والأجيال جيلنا لم يعرف كثيراً التعليم الخاص، خاصة نحن أبناء القرى ، تعلمنا في مدارس الحكومة ، لم تكن الحافلة تنتظرنا عند باب البيت كنّا نمشي ستة عشر كيلو متراً يوميا الى المدرسة ، التي لا يوجد فيها مرافق إضافية حتى الساحات لم تكن مجهزة ، لم نعرف الدروس الخصوصية ، ولا شراء الملخصات ، وولجنا سلك التعليم كمعلمين ومشرفين وتربوين في كل مراحل السلم التعليمي ، كنت موجها في عمان يوم ان كانت مديرية واحدة ولأن اولادنا وأحفادنا مخلوقون لغير زماننا ، التحقوا بالمدارس الخاصة في داخل الأردن وخارجه.
لا شك أن التعليم الخاص المدرسي يتحمّل جزءا من كلفة التعليم الملقى على عاتق الحكومة وحسب معلوماتي هناك اكثر من الف مدرسة يدرس فيها اكثر من عشرة آلاف مدرس وأكثر من أربعين الف طالب ، والسؤال لماذا أرسل ابني الى مدرسة خاصة وادفع عليه اكثر من طالب كلية الطب وهو في الروضة او الاول الابتدائي ، الجواب كي يتلقى تعليما أفضل ، فهل فعلا يتلقى ابني في المدرسة تعليما أفضل من مدارس الحكومة. هل تختار المدارس الحكومية المعلمين والمعلمات الأفضل والأكفأ، وإذا اختارتهم فهل تدفع لهم رواتب أفضل ، هل سوية التعليم أفضل ، المشكلة ليست في بناء او مرافق وان كانت ضرورية .
كما يرجع الطالب من المدرسة الحكومية الى البيت ، محمّلا بالواجبات المدرسية وكذا طالب المدرسة الخاصة ، وعلى الأهل تدبر امورهم ، وفتح مدرسة مسائية ، وبدلا من ان تكتشف المدرسة نقاط القوة والضعف لدى الطالب، وتعالجه، يقوم الأهالي بالمهمة، وينهبوا المدرسة الى هذه النقاط لتلافيها.
فوق الرسوم الباهظة هنالك الطلبات اليومية، لعمل النشاطات التى يضطر الأهالي لدفعها وإذا قستها على مدار العالم ستكون أرقاما ليست سهلة.
إهمال الطلبة في ساحات المدارس، واختلاط الصغير مع الكبير وما يحدث من تعديات جسدية ونفسية على الصغار من المسؤول عنها المسؤول المباشر عن الطلاب في الإدارات المختلفة ليس موظفا مكتبيا إنما هو حركة دائمة فهل يتم اختيار الإدارات لتقوم بهذه المهمة ام يترك الامر على الغارب ، هل يتساوى مقدار الدفع مع مقدار العائد التربوي على الطلاب.
اذا ارادت المدرسة ان تتميز على غيرها بالاضافة الى البناء والمرافق لا بد ان تتميز بالكادر التعليمي المميز تربويا وإداريا ومهنيا، الساعات التى يقضيها الطالب في المدرسة من خروجه الساعة السابعه صباحا وحتى الثالثة مساء ليست قليلة ، لابد ان يخف الحمل على الأهالي ، المرافقون والمرافقات للطلبة في الحافلات ليسوا أجساما تجلس في مقدمة الحافلة وانما هم أيضا تربويون، ماهي القيم التى يتعلمها الطلبه من المعلم الخفي خارج إطار التدريس، هل تعمق عندهم روح الوطنية الجامعة ام هناك شحن سلبي يتلقاه الطلبة ويضر بالنسيج الوطني ، تغير الاساتذه باستمرار خلال العام الدراسي ، مشكلة تلقى بظلالها على العملية التعليمية التعّلمية ، لا شك ان المدارس تستقبل الملاحظات التى نبديها ، ولكن الى اَي حد تتم المراجعة لتصويبها، هل التعليم هو ربح مادي فقط ، وأرقام مالية، ام هو اكبر من ذلك ماذا تضيف المدارس الخاصة من ميزات أفضل من المدارس الحكومية ماهو الإبداع الذى نحصل عليه في كل عام من طلبتنا في المدارس الخاصة مقابل المبالغ التى تدفع، ماهي التجارب الجديدة المميزه التى يمكن ان تطلقها المدارس الخاصة استفادة مما يجرى من تطور في العالم، ماهي الدورات التى يحصل عليها المدرسون في المدارس الخاصة أفضل مما هو في المدارس الحكومية، انا لست ضد التعليم الخاص ولكننى مع تطويره، ومراقبة مخرجاته ليس على مستوى نتائج الثانويه العامه فقط وانما في كل المراحل، انا ادعو الى مؤتمر تربوي خاص بالمدارس الخاصة نناقش فيه كل الايجابيات والسلبيات في المدارس الخاصة، لانها جزء من العملية التربوية من اجل تطويرها والاستفادة منها، بما فيها من رؤوس أموال ومرافق وان لا نكتفى بالنظر اليها كبناء ومرافق، وانما كحضن للابناء والبنات هم في المحصلة النهائية فلذات اكبادنا نعدهم ليكونوا أفضل في مجتمع متغير وفي ظل منافسة شديدة في هذا القطاع الذى لابد ان يكون متميزا بكل المعايير.