أتردد ومنذ سنوات على مقهى بسيط بالقرب من الجامعة الأردنية ، واعتدنا هناك كزبائن على كثرة تغيير وجوه العاملين بالمقهى ،سواء كانوا أردنيين أو من أشقائنا من المصريين والسوريين وأحياناً يمنيين .
منذ قرابة شهرين عمل شاب أردني في المقهى ، وكان مظهره من خلال ملابسه يعكس مدى البؤس الذي يعيشه ، كان يعمل على خدمة الزبائن بصمت ، نادراً ما يتكلم ومسحة الحزن على وجهه لا تفارقه .
بالأمس وعن طريق الصدفة علمت بأن هذا الشاب يحمل شهادة بكالوريس في هندسة الإتصالات من جامعة العلوم والتكنولوجيا ، وهو بالأساس من سكان أحدى قرى الشمال .
أحد العاملين القدامى بالمقهى ولكونه يعرف بأني مهندس كهرباء ،طلب مني مساعدة هذا الشاب بإيجاد فرصة عمل له تليق بمؤهله الجامعي ، وأخبرني بأن لا أحد غيره من العاملين بالمقهى أو الزبائن يعلم بأن هذا الشاب يحمل شهادة الهندسة ،فالشاب لا يرغب أن يعلم أحد بأمره بأنه مهندس خوفاً من أن يرفضوا توظيفه بمهنة متواضعة.
تحدّثت مع هذا المهندس وسألته عن أوضاعه وقلبي يعتصر ألما وقهراً عليه ، فأخبرني بأنه لم يترك باباً للواسطة إلا وطرقه ولكن دون طائل .
وهنا أسأل ، ماذا لو كان هذا الشاب أبن مسؤول أو من المحضيين ،فهل كان سيبقى يوماً واحداً عاطل عن العمل .
فقط أريد أن أقول ومن خلال علمي ومعرفتي كمهندس كهرباء بأن هندسة الأتصالات تعدّ واحدة من أصعب الاختصاصات الهندسية ، وتتطلّب من دارسيها بأن يتحلوا بمستوى رفيع من الذكاء ، فهذا الشاب حاصل على هذا المؤهل من أحدى أهم الجامعات الأردنية في مجال التكنولوجيا .
لك الله أيها الزميل المهندس وأنا فخور بالتعرف عليك وليتني أستطيع مساعدتك بإيجاد فرصة عمل تليق بمؤهلك .