الحكومة أقرت منح الجنسية للمستثمرين بشروط، وأقرت تسهيلات جديدة للسياحة العلاجية بشروط .
حزمة القرارات التي إتخذها مجلس الوزراء فيما يتعلق بالجنسية للمستثمر أو تسهيلات الإستشفاء للمرضى الوافدين مهمة وقد أرجأت أو ترددت حكومات متعاقبة في إتخاذها بذرائع منها أن الظروف ليست مواتية أو أن المحاذير الأمنية في إقليم يسوده الإحتراب والتطرف لا تسمح , وهو ما فوت على الإقتصاد فوائد كثيرة إستفادت منها بلدان أخرى في المنطقة وخارجها لكن يبدو أن ذات المخاوف لا زالت مائلة في ذهن صانع القرار فلم يتخل عن شروط كانت ولا تزال من المعيقات فحتى عند النظر في منح التسهيلات لا تزال عقدة الشروط تسكن في ذهن متخذ القرار .
ستسهم بلا أدنى شك حزمة القرارات المتخذة في تشجيع الاستثمار لغير الأردنيين المقيمين على أرض المملكة، وحملة الوثائق وجوازات السفر المؤقتة والاردن ليس فريدا في قراره منح الجنسية والإقامة الدائمة لمستثمرين جادين وقد عمل به سابقا قبل أن يجري تفريغه من أهدافه وشطبه .
الحزمة بنيت على دراسة مقارنة بما هو معمول به في دول عربية وأجنبية سبقت في منح مثل هذه التسهيلات وهي أكبر مما قرر الأردن أن يمنحه لكنها خطوة على الطريق , وليس سرا أنها لا تلبي كامل طموحات هيئة تشجيع الإستثمار بحلتها الجديدة فما قدمته من مقترحات كان أكبر بكثير مما أقر على أمل أن يعاد النظر لتحسينها مستقبلا في ضوء نتنائج التجربة ومنها ما قد يقع في باب المعيقات مثل وضع وديعة بقيمة مليون ونصف مليون دولار قي البنك المركزي دون فائدة ولمدة 5 سنوات، أو شراء سندات خزينة لمدة خمس سنوات وهو مال تحت الطلب لا فائدة منه إن لم يكن متحركا في السوق أو شرط إصطحاب أقارب من الدرجة الأولى كما في قرارات الإستشفاء وحصر التأشيرة بمدة زمنية قد يستغرق العلاج فترة أطول منها وغيرها كثير من الإشتراطات الشكلية غير اللازمة كتذكرة سفر محددة بتاريخ عودة وكفالات تدفعها المستشفيات هي حتما سينظر اليها طالب الإستشفاء كعراقيل ويقارنها بمثيلاتها في دول أخرى .
العالم اليوم أصبح مفتوحا أمام صاحب رأس المال والمنتجعات الصحية كذلك وما عليه إلا أن يختار البلد الذي يريد أن يقيم فيه أو يحصل على جنسيته وكرت المرور هو استثمار يسهم في تنمية الاقتصاد ويسهم في خلق فرص للعاطلين .
الجنسيات معروضة للبيع في مختلف دول العالم المتقدم وهي تمنحها دون مخاوف ولا هواجس ودون أن تبرز تخطي عتبة الموافقات الأمنية ضمن شروطها المعلنة وهي موجودة ووحدها الدول التي لا تزال أسيرة خرافات الديموغرافيا والتوطين والمبالغات في المخاوف الأمنية لم تستفد من رأس المال المتحرك الباحث عن الفرص وأمامه خيارات لا تعد ولا تحصى.
الشروط التي وضعت لمنح الجنسية للمستثمرين أو لطالبي الإستشفاء معقولة لكن المنافسة في المستقبل ستدفع إلى تخفيفها.
الرأي