تم رفض ترشّح الفنانة الاستعراضية «ميريام كلينك» للانتخابات النيابية اللبنانية بعد دراسة أوراقها وسجلها القضائي وجدوا أن «ميريام» قد استخدمت مسدّساً عسكرياً في منطقة مأهولة..وبالتالي تم رفض ترشيحها..غضبت جدّاً «ميريام» من استبعادها من حلبة المنافسة على المقعد النيابي وحرمانها من تمثيل «الشعب»..
شخصياً أرى أن معها حق عندما قالت: يعني كل اللي السياسيين اللي بيدهم دم وقتل وحرب وكانوا محبوسين ليش لهم حق يترشحوا؟..فلو استخدمت القاعدة «إطلاق النار بمسدس « على كل المرشحين..لتأجّلت الانتخابات النيابية أربع سنوات أخرى لعدم انطباق الشروط على أي من المتقدّمين..
ثم لماذا الخوف من قبول ترشّح «مريام كلينك»؟ هب لو أنهم قبلوا ترشيحها فعلا..وبعدها قارن بين مقرّها الانتخابي ومقرّات منافسيها..هنا شباب «سبور» وأجساد ممشوقة وعدسات ملونة ، طرب وصخب ورقص وآلاف الحضور..وهناك بعض المتأنقين بربطات العنق والكروش المتدلية والنظارات السميكة ،خطب وغضب ومغص..ماذا لو قدّمت «بدي ولّع قلبك نار» برنامجاً انتخابياً ، حتماً سيلاقي استحسان الحضور وتصفيق وتصفير لا نظير لها..ثم أليست السياسة بالأصل «استعراض» وتمايل و»نزع» للمبادئ «قطعة قطعة» والتحول من جانب إلى جانب عند المصلحة ، إذن لا يختلف استعراض الغناء عن استعراض السياسة الا بالشكل ودرجة نعومة وخشونة المؤدين فقط أما التفاصيل والمبدأ واحد..
في الاستعراض والسياسة ، الهدف جمع اكبر جمهور من المصفين والهاتفين والطربين على اللحن والكلام والقوام، وبالاستعراض والسياسة آخر الحفلة يراجع السياسي الفنان أو الفنان السياسي كم جمع من شباك التذاكر «غلّة» في تلك الليلة ، فالحماسة والتهييج والشعبي هو وسيله ليزيد من رصيده المالي آخر الحفلة السياسية ، لا أحد يغنّي فقط لأنه يريد أن يطرب الجمهور أو يغريهم.. وأحد لا يريد أيضاَ أن يدخل معترك السياسة فقط لأنه يريد أن يمثل الشعب أو يدافع عن حقوقهم..هناك فائدة غير مرئية لا يراها الناس وهو تقاسم الحصص خلف الأبواب المغلقة..
وعليه فقد ظلمت «مريام كلينك» بمنع ترشيحها للانتخابات النيابية ، فالسياسي - عادة - لا يقوم بدور غير الذي تقوم به «ميمي» أمام الناس الآن!
الرأي