من المهم جدا أن نتذكر ونرسخ في الذاكرة الأردنية والإمارتية على حد سواء, بأن التاريخ المشترك بين الدولتين، تاريخ ناصع بالتعاون غني بالتشارك, ثري بالمواقف التي عززت اساسا العالاقة الاردنية الخليجية. فإطلالة الأردن على الخليج كانت من بوابة الإمارات عندما كان الشيخ زايد بنخوته وعروبته وواقعيته فارس عربي يقييم الأمور ويعرف واقع المؤامرات ويدرك الصعوبات والتحديات التي تواجهها الأمة العرية والدول المستهدفة منها, فيقف معها ويشد من أزرها ويعبر عن مدى العظمة اليعروبية في الوقوف مع الاشقاء وتفويت فرص المؤامرة المستمرة عليها.
الإمارات دولة عربية يجب علينا جميعا أن نحرص على أن تكون أمنة مطمئنة ومتطورة، وأن تستمر كأيقونة للخليج, فالنعمة التي يحب الله أن يراها على عبده, ظاهرة وبارزة للعيان في الإمارات ولا يستطيع أحد أي أحد أن ينكر عليها نموها وتطورها وتميزها كنجمة مشعة في سماء تلبده الغيوم. فقد انتبهت لنفسها وطورت أدواتها واستطاعت أن تكون جوهرة خليجية عربية متلألأة تعطي المثل الأعظم في إستخدام الثروات للتعليم والصحة والإستثمار والتطور والإنجاز والتميز.
لقد زرت الإمارات قبل ما يزيد عن عشر سنوات ووجدتها قطارا علميا تقنيا تربويا فكريا وثقافيا يسير وبسرعة واثقة وياخذ في طريقه كل من يريد النهوض والتطور!. لم تكن الإمارات مجرد دولة يترفه حكامها وشعبها بالمال كدول كثيرة غيرها ولم نجد اهلها او جزء منهم يبطرون بالحياة ويمارسون الخيال بإعتباره حقيقة, بل كانوا عاملين مجتهدين متواضعين تقدموا للناس فقدم الناس لهم, تقربوا من الناس فتقربوا لهم تعاملوا بعقلية وهدوء وتروي كما هو شأن وحال الغمارات آبان زايد بن سلطان فكانت النتائج تفتت وتشتتت وفشل كل المآمرات.
نعم نقول لضيفنا عبدالله بن زايد اهلا بك ومرحبا فأنت ابن الشيخ زايد الذي وقف مرة وقال: "ما تحتاج الاردن شي وخشمي يشم الهوا, فانا أعرف دور الأردن وأهميته لكل العرب والمؤامرات التي عليه" ونحن كأردنيين لا نريد من الإمارات الا ان تبقى كما كانت في عهد المؤسس زايد, سندا وزندا لنا ولغيرنا ممن واجهوا الصعاب وحاولوا أن يخففوا عن اشقاءهم العرب, نريد الإمارات دولة تقدر الظرف الصعب والمحنة التي يمر بها الاردن جراء مواقف العروبة والجيرة والأخوة وتعاليم الدين بنصرة الاشقاء ,فالإمارات اكثر الدول معرفة بمواقف الأردنيين . ؟
نرحب بالإمارات وبوزير خارجيتها, بمقدار ما عبر عن محبته للأردن وللأردنيين, فمن أحبنا أحببناه, ووضعناه دائما في قلوبنا وعقولنا, فالزمان الذي يسجل ذاكرة الايام لا بد وأن يقول للاجيال القادمة كيف حافظت الإمارات والاردن على وحدة الصف العربي, وتقارب المواقف ومواجهة التحديات, فلم ولن نقصر، في الدفاع عن ثرى الإمارات في إي ظرف كان، وبنفس الوقت والتعاون في سبيل الخلاص من كل من يسيء للأمة وأهدافها الإستراتيجية, نحن مع الامارات في مسعاها وسياستها وحقوقها في الجزر ومحاربة قوى التطرف والتدخل وتصدير الأراء وإعادة الأمجاد السافرة.
نحن مع الإمارات في موقفها من تيرلسون ومواقفه غير الحميدة للعرب.
جميل أن نرى افكار زايد تتجسد في أبنائه, وتترجم الى لحمة وتقارب, فأجمل ما كان يسعد شيخنا الجليل هو التقارب العربي والوحدة العربية والموقف العربي الموحد, فكم قال "كل شيء زائل ألا الكرامة العربية فالنحافظ عليها بالوحدة"
جميل أن نجد الامارات وهي الأكثر تأهيلا لقيادة النهوض العربي علميا واقتصاديا وتنمية, فلم نسمع ولم نشاهد من الإمارات مواقف مؤلمة او مشاهد منفرة, بل ما زلنا نؤمن بالدور الكبير الذي لعبته وستلعبه الإمارات على الساحة العربية والدولية, ونحن لا بد وأن نكون معه.
24 الف أردني يعملون في الإمارات كما ذكر الأمير عبدالله بن زايد وبتواضعه وأدبياته لم ينكر أنهم ساهموا على جوار اشقائهم وأصدقائهم جميعا في نهوض الإمارات وهذا شرف لنا كأردنيين نعتز ونفتخر أن نكون مساهمين في بناء كل مجتمعات الوطن العربي الكبير.
نقول للأمير الشيخ اهلا بك وبكل الإمارتيين نحن الضيوف وانت رب المنزل.