برامج الأطفال في التلفزيونات العربية
د. تيسير المشارقة
14-03-2018 12:57 PM
برامج الأطفال في التلفزيونات العربية .. وكأنها وردة على معطف شتوي ثقيل. لا نريد هنا تقييم برامج الأطفال في الفضائيات الخاصة والمحطات التجارية، ولكننا مهتمون بهذه البرامج في القنوات العامة والرسمية أو الحكومية (الوطنية، تلفزيونات الدول العربية).
لدينا قناعة بأن العرب لا يهتمون بأطفالهم ويظهر ذلك من خلال برامج "هذه الفئة من المجتمع" في حياة فضائياتنا العربية الرسمية. التنشئة للطفل تشغل بالنا، ولكن كيف يتجسّد ذلك في برامج التلفزيونات الخاصة بالطفل؟ لدينا اعتقاد بأن هناك تجاهل للأطفال مقارنة بالشباب والمرأة. وإذا كانت البرامج التي تتناول المرأة تتجاهل الطفل وتربيته وتغذيته، فإنها تنشغل في أزيائها وزينتها وطبيخها وطلاقها وزواجها. الطفل غائب ، لماذا؟
باستعراض لبرامج الطفل في المحطات الرسمية الحكومية المسمّاة باسم الدولة نجدها غير كافية وتتعامل مع الأطفال ككتلة واحدة وكأنهم من نفس الفئة العمرية. وتختلف البرامج التي تُعنى بشؤون الطفل وقضاياه (موضوعها عن الأطفال) والبرامج الموجّة للأطفال ، بمضامينها المضحكة والمسلية والبسيطة التعليمية والترفيهية والتربوية. وتلجأ بعض الدول للخلاص من المشكلة بإنشاء محطات خاصة بالطفل لحل الأزمة ومن أجل زيادة وتيرة الإنتاج.
قلّة هم المهتمون بتقديم برامج للأطفال لأن التعامل معهم صعب ويحتاج لخبراء في التربية والترفية والسلوك. كما أن برامج الأطفال تحتاج لرعاية ودقة في الإنتاج والعرض والرسالة، ولطواقم من الفنيين والتربويين والعلاقات العامة. لذلك هي برامج عالية الكلفة وباهظة الانتاج من كل النواحي. والتلفزيونات الحكومية التي يقع على عاتقها مسؤوليات كبيرة في التوجّه إلى هذه الفئة العمرية تحتاج لخبراء مختصين في الطفل وهمومه وقضاياه.
كم هل المحطات العربية المختصة بالطفل وما هي برامجها. بكل أسف يخضع أطفال العرب للتوظيف الأيديولوجي والديني من خلال فضائيات متخصصة ذات خطاب ديني غريب. قنوات مثل طيور الجنّة أو ... تلجأ إلى العقائد والموروث الديني في صياغة برامجها التي بدأت الأسر والعوائل تهرب منها نظراً لعواقب كثيرة منها التطرف والتجنّح والتعصب والتديّن الظلامي.
نحن بحاجة لمعرفة موسّعة وعلمية لفضائياتنا المتخصصة بالأمومة والطفولة. كما نحن بحاجة لدراسات أوسع لبرامج الأطفال مثل (( ذا فويس كيدز)) أو ((افتح يا سمسم)). وما أحوجنا لأكاديميات متخصصة بإعلام الطفل في كل بلد عربي. بالإضافة إلى ما ذكر، لا يجوز أن نفهم بأن برامج الطفل هي برامج خيالية وكرتونية فقط ، وإنما هي برامج يقودها الطفل وأساسها هو وتتعلق بهوائه وغذائه وصحته وتربيته وثقافته وكتابه وأسرته.. وقبل كل شيء تحتاج لرعاية وافية من قبل الدولة.