-1-
قرأت أن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، وضع تسلسل منجزاته للشعب التركي، فكان الإنجاز رقم تسعة هو : منع الخبز الأبيض ، كما هو الحال في الدول المتقدمة كالسويد وغيرها، من الدول الاسكندنافية ، التي لا يوجد في أسواقها إلا خبز الشعير!
يقول لنا الخبز الأبيض، خالي من مادة اللايسين التي تشد العظم وتطوله وتقويه، وهي موجودة بالشعير بأعلى نسبة، ويروى عن الإمام علي كرم الله وجهه أنه لم يتناول من الخبز غير خبز الشعير، وعندما سئل قال: لو أكلت أكلكم لما قتلت شجعانكم! وورد في صحيح البخاري: حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا أبو غسان قال حدثني أبو حازم أنه سأل سهلا هل رأيتم في زمان النبي صلى الله عليه وسلم النقي قال لا فقلت فهل كنتم تنخلون الشعير قال لا ولكن كنا ننفخه!
والنقي هو خبز الدقيق الأبيض، ويروى الحديث بلفظ آخر، هل كانت لكم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مناخل ؟ قال : ما رأى النبي صلى الله عليه وسلم منخلا من حين ابتعثه الله حتى قبضه الله تعالى!
-2-
من المعروف أنه لا اثر لللايسين في الخبز الأبيض، المفضل لدينا في بلاد الشام عموما، ولو بحثنا عن فوائد خبز الشعير لرأينا العجب العجب، مما تنشره المواقع العلمية المتخصصة بهذا الشأن، فهو يمدّ الجسم بالطاقة اللازمة للقيام بالأعمال اليومية فهو يغني عن تناول خبز القمح. ويمدّ الجسم بعنصر البروتين الضروري لبناء العضلات وتقويتها، ويساعد هذا البروتين الجسم على تكوين الأنزيمات والهرمونات الضرورية. ويعمل بمساعدة الجهاز الهضمي في التخلص من الفضلات فهو من أفضل الملينات التي تحل مشكلة الإمساك، ويعمل على تنشيط الحركة الدودية للأمعاء، كما أنّه يعالج الإسهال ويعالج التهابات المعدة، ويقوم بمساعدة الجهاز العصبي وتقوية الأعصاب. يعمل على تنشيط الكبد وعلاج الالتهابات التي تصيبه، وبالتالي زيادة فعالية عمله في تنقية السموم من الجسم. يستخدم في خفض درجات الحرارة، يستخدم في رفع ضغط الدم والتخلص من انخفاض الضغط، يعمل على تنظيم السكر في الدم، ويقلّل منه ويمنع عملية ارتفاعه بشكل مفاجىء، لذلك هو يناسب مرضى السكري أكثر من خبز القمح. يستخدم كمدرّ البول فهو مدر طبيعي ولا حاجة لاستخدام المدرات الصناعية. ويحمي الجسم من الإصابة بسرطان الأمعاء. ويساعد في تقوية جهاز المناعة وزيادة انتاج كريات الدم البيضاء، وبالتالي زيادة مقاومة الجسم للأمراض. يفيد في التخلص من الحصوات التي تتراكم في الكلى؛ ما يزيد من قدرة الكلى على العمل. يفيد في تأخير ظهور التجاعيد بسبب غناه بالمواد المضادة للأكسدة. يساعد في التخلص من الاكتئاب، والتوتر، والحزن، والأمراض النفسية، بسبب احتوائه على مضادات الأكسدة، والبوتاسيوم، والمغنيسيوم. يدخل في الحميات الغذائية فهو قليل السعرات الحرارية، ويحتوي على نسبة كبيرة من الألياف. يعمل على تنشيط الدورة الدموية وزيادة قوة جدران الشرايين وحماية القلب من الاصابة بالجلطات والأمراض المختلفة، كما أنّه يعمل على تقليل نسبة الكولسترول الضار في الدم من خلال تفاعل الألياف مع الكولسترول الضار!
-3-
هذا غيض من فيض، وقد بحثت عن خبز الشعير في أسواقنا فلم أجده، ولم أجد أيضا من يبيع طحين الشعير، فقمت بشراء كمية من الشعير، وطحنتها، وأعددت بنفسي خبزا من هذا الطحين مع بعض الإضافات، وكانت النتيجة أنني أنتجت خبزا في غاية اللذة والصحة، وحسب علمي فإن أهم ما يزرعه فلاحو بلادنا الشعير، لكنه مخصص للأسف لأكل الماشية ، ولو علمنا بأهمية هذا المنتج لوضعناه فوق رؤوسنا؛ لأن الخبز الشائع في بلادنا وهو الخبز الأبيض، سبب لكثير من الأمراض، وأخطرها السمنة، ولعل هذا يفسر منع بعض بلاد العالم لهذا الخبز!
الدستور