زمان كانوا يقولون « يبكي زي المَرَة « ... لأن البكاء من شيم النساء ... اليوم من حق النسوان كلها أن تقول « صارت تبكي زي الزلمة «... لأن البكاء أصبح من شيم الرجال ... الزلمة اللي ما يبكي مش زلمة ... أما النسوان فقد تجاوزن مرحلة البكاء....!
أما عندنا في الأردن ... فما زال بعض الرجال يرون البكاء عيباً ....ولم يصلهم بعد « ما عيب إلا العيب «... لأن البكاء حق مشروع لكل إنسان ... ولا يستطيع أي كان أن يحرمك اياه سواء كنت في بيتك أو في شغلك أو عند الجيران ...
ولأنني أرى وأسمع كثيراً من المتباكين على الوطن فإنني أدعو إلى رفع العيب عن البكاء ... وأن يصبح علنياً...وحتى لا أدخل في تفسيرات متداخلة مع بعضها (تخربط ) علينا بكاءنا ...أدعو إلى تقنين البكاء ... عبر مشروع يأخذ صفة « الصاروخ « مش الاستعجال . بحيث يحدد الكيفية التي يجب على المواطن أن يبكي فيها ... وتحديد محظورات البكاء ...
فمن المسموحات بالتأكيد ...أن تبكي بطريقة حضارية ... فبدلاً من أن يكون صوت البكاء « آع آع آع آع « يكون « آش آش آش آ « ...لأن ال ( آع ) فيها (جعير ) لايليق بمستوى الألم الحضاري ...أما إل ( آش ) ... ففيها رقة ... وهكذا دواليك.. نحدد مخارج حروف البكاء ... بحيث نستثني الحروف الهابطة ( كالدبش ) ونستبدلها بحروف « رقراقة «...
أما عن حالة الشخص وهو يبكي ... فيجب ألا تترك على الغارب أو على كيف إللي بدو يبكي.. يعني مش مسموح أن يبكي ويمعط شعره ... ولا يمزع قميصه ولا يحط كوعه على عيونه ... بل يجب أن يتهذب بحيث يبكي وهو يمعط شعرة واحدة بس ... ويقطع زر واحد بس من قميصه ... ويحط أصبع واحد بس على عيونه ...
أما السؤال المهم ... فلماذا البكاء بهذه الطريقة.... أكيد من أجل البكاء على زمن البكاء الجميل الذي ولّى.
الدستور