الأردن والإمارات .. تعاون مشترك وعلاقات متجذرة
14-03-2018 12:41 AM
عمون - محمد حمد - ليس مستغربا مشاهدة تلك العلاقات القوية والوثيقة التي تربط الأردن بدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي لا تتوقف عند حدود التصريحات البروتوكولية والدبلوماسية، بل بتفعيل هذه العلاقة على أرض الواقع إن كان على المستوى القيادي، أو الشعبي.
تاريخ طويل وممتد من العلاقات الثنائية التي شملت كافة المجالات والمواقف، بدأت منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي، حيث كانت الأردن من أوائل الدول التي اعترفت ورحبت بقيام اتحاد الإمارات العربية وكان ذلك في اليوم التالي لإعلان قيام الدولة، لا بل وبادرت المملكة بإنشاء علاقات دبلوماسية كاملة مع الاتحاد.
حاضر العلاقات الأردنية الإماراتية ليست بعيدا عن الماضي، بل هي أستمرار لما كان، وبناء على ما هو قائم، فالعلاقات الاقتصادية والتجارية الضخمة، والمساندة الإماراتية للمملكة في أزماتها أيا كانت، وتماهي المواقف الثنائية بين البلدين على مستوى القيادة أكبر دليل على المستوى المتقدم الذي وصلت إليه العلاقات بين الطرفين.
التعاون العسكري له حصة ليست بالقليلة من حجم العلاقات، فالأردن ترتبط بالامارات بعلاقات عسكرية متميزة من خلال التعاون والتنسيق والتبادل المستمر للخبرات والكفاءات العسكرية والأمنية، فضلاً عن المشاركة بفعالية في التدريبات العسكرية المشتركة والمعارض العسكرية التي تعقد سنويا في كلا البلدين، لعل من اهمها معرض ايدكس في الإمارات ومعرض سوفكس في الأردن، عدى عن المشاركة والتنسيق في الجهود والتحالفات العسكرية العربية المشتركة للتصدي لخطر الإرهاب والدفاع عن القضايا العربية كافة وترسيخ الأمن والسلام والاستقرار.
حرص ثنائي على تطوير العلاقات
لا تتوقف الزيارات بين البلدين، على كافة المستويات، والأهم أن تلك الزيارات لا تخلو من تأكيد القيادتين على أهمية الذهاب بعلاقة البلدين نحو أفق أوسع، ومجالات أكبر، وهذا تحديدا ما يصدر عن جلالة الملك خلال أي لقاء يجمعه بمسؤولين إماراتيين.
ولا يختلف هذا كثيرا عن تصريحات القيادة الإماراتية، فلطالما أكدت تلك القيادة حرص دولة الإمارات على تعزيز علاقات الأخوة مع المملكة على الصعد كافة، معتبرة أن هذه العلاقة بين البلدين تشكل انموذجا يحتذى بالتكامل والتكافل والتعاون العربي، الذي يعد ركيزة أساسية لنهضة شعوبنا العربية وازدهارها.
العلاقات الاقتصادية بين البلدين في تطور مستمر
ترتبط الأردن بدولة الامارات بعلاقات اقتصادية واستثمارية متميزة، حيث تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبروتوكولات الاقتصادية والتجارية والإستثمارية التي ساهمت في ارتفاع حجم التبادل التجاري وزيادة حجم الإستثمارات في البلدين، كان أخرها التوقيع على 12 وثيقة خلال أخر اجتماع للجنة الوزارة المشتركة نهاية العام الماضي، تضمنت اتفاقيات وبروتوكولات ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية، من شأنها الإسهام في فتح آفاق أوسع للتعاون بين البلدين.
العلاقات الاقتصادية لها تاريخ طويل أيضا ففي حين بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين قبل نحو عشر سنوات 350 مليون دولار أمريكي، إلا انها تجاوزت قيمة المليار دولار خلال الاعوام الثلاثة الماضية، مما يشير إلى تنامي التجارة الخارجية لتصل إلى مستويات متقدمة تعكس عمق العلاقات الإقتصادية وتلبي طموحات وتطلعات قيادتي البلدين الشقيقين ورغبة حكومتيهما في زيادة وتنمية العلاقات مستقبلاً.
الأردنيون في الامارات
معرفة أن نحو 300 ألف مواطن إردنية يعملون في دولة الإمارات، ويساهمون في بناء الدولة وتطورها في كافة المجالات، كما تؤكد القيادة الإماراتية، تظهر مدى الترابط بين البلدين، ومدى ثقة الإمارات بالعقول الأردنية وبكفاءة أبناء المملكة.
ففي الوقت الذي تسعى فيه تلك الجالية الأردنية الكبيرة في الإمارات الى رفع مكانة المملكة، في كافة فعالياتها ونشاطاتها التي تتم عبر عدد من الجمعيات والاندية مثل الجمعية الاردنية في ابو ظبي ومجلس الاعمال الاردني في ابو ظبي ومجلس الاعمال الاردني في دبي والنادي الاردني في دبي والجمعية الاردنية في العين، تحرص كذلك على تقديم كافة الخبرات التي تملكها لتطور الإمارات التي تحتظنهم وتأمن لهم عملا جيدا هناك.
تعاون ثقافي وتعليمي قبل قيام الاتحاد الإماراتي
حظيت العلاقات الثقافية والتعليمية بين الإمارات والأردن بإهتمام قيادتي البلدين والجهات الحكومية والخاصة المسؤولة عن المجالات الثقافية والتعليمية، وكانت أولى البعثات التعليمية الاردنية لدولة الإمارات في منتصف الخمسينات أي قبل قيام اتحاد الإمارات بوقت طويل.
ومنذ ذلك التاريخ بدأت مجموعات من المدرسين والتربويين الأردنيين تغادر للعمل بالإمارات، تبعها إلتحاق الطلبة الاماراتيون بالمعاهد والجامعات الأردنية، وفي عام 1986، تم التوقيع على أول برنامج تنفيذي للتعاون الثقافي والعلمي بين البلدين، وخُصص لدولة الإمارات العربية المتحدة أربعون مقعداً في الجامعات الأردنية في مختلف التخصصات العلمية والأدبية يضاف اليها عدد من المقاعد في مجال الدراسات العليا، ونتج عن تلك الاتفاقية تخريج مئات الطلبة الإماراتيين من الجامعات الأردنية.