من حقنا ان نصرخ بصوتنا مدويا , من حقنا أن نقول للفاسد أنت فاسد ولطالح أنت طالح , وللملتوى أنت منافق , فالساكت عن الحق شيطان أخرس , والساكت على الذل والهوان وقلة الكرامة أدفن نفسك بالتراب , فقد تعلمنا في ارياف وبوادي الوطن أن الحرية مثل السماء والكرامة كغيثها , والإنتماء معولها , وبدونها لا يمكن البقاء او النماء .
من حقنا أن نقول (آآآآه) ومن حقنا أن نقول آآآآآخ والف آآآآخ) فالقهر قد اعطب سر حياتنا، والتجبرعلقنا من أرجلنا وترك لنا رؤوسنا تطاول الأرض ,فبين دفاعنا عن وطن يظلم في محافل ومؤتمرات العالم نجد من يحاول ان يقذفنا علينا بلغ سيله الزبى , وأصبحنا في مهب الريح لا نعرف حاضرنا ولا ندرك مستقبلنا وبتنا كالطرشان لا ندرك واقعنا من حقيقتنا .
من حقنا أن نتحسر على الماضي , ومن حقنا أن ننشد ايام الزمن المستقر الآمن ,أيام ما كنا نشرب من ماء المطر في الأبار , ونأكل من (سبانخ ورشاد وخبيزة) حاكورة المنزل , ونتحاور على استحياء بأمر الأمة وخطابات القومية أو مغناة السيدة أم كلثوم.
كنا سعداء لا نخاف لقمة العيش ولا الفاقة , فالكل سواسية لا يملكون الا قوت يومهم ، لم نطلب القصور الغناء والسيارة الهيفاء ولا الطعام الشهواء , بل رضينا براحة البال وطمأنينة النفس وعدالة النظام ومساواة الجميع .
من حقنا أن نقول يكفي الضحك والإستهزاء بعقولنا وبكرامتنا , فنحن جميعا نعرف بعضنا وندرك ا>ق التفاصيل , فلا داعي للمزاودة أو التكبر أو التبختر ! فتراكم الأستهتار وعدم المبالاة وصل ذروته ووصلنا مرحلة القطاف !!؟, وما نشهده اليوم من قرارات وتوصيات وتعيينات حكومية , يغث البال و يفاقم الوضع ويزيد من الإشتعال وحالات الإنفجار.
لا نقبل أن يصاب وطننا بمكروه ولن نسكت على الأساءة بأمنه الأجتماعي وسلمه العام , ولن نسمح لمن شاء أن يستغل قولنا الحق ليجيره كيفما يشاء بالشتيمة والإساءة والقذف والذم والتحقير ,بأسم الحرية والأحرار , فالحر لا يلطخ صفحة الوطن بالسواد رغم بلوغه حدها الأعلى مستغلا جوع الناس وعطشهم , وفقر الناس وتظلمهم , فهذا ضرب من الإستغلال والضرب من تحت الحزام . فإذا شكونا ورفعنا صوتنا فإننا لا نقصد غير تطهير البيت الأردني من الدخلاء على حكمه ومصير شعبه , من الذين لا يعرفون الوطن إلا بحلبه ومص دمائه , من الذين لا يعرفون الاردن إلا محطة وسيرحلون . من الذين لا يعرفون الإنتماء الا بالمناصب والمواقع والمنافع يتربعين على قلوبنا و يبرعمون في نشر شللهم كالسرطان في جميع ارجاء الدولة ومناصبها تاركين لنا دور حراستهم وحماية ممتلكاتهم , فنشاهدهم ونتحسر على هذا الوطن الذي اصابه الإعياء جراء الفيروس الذ يطلقون .
لا وطنية حقيقية بدون عدالة , ولا إنتماء بدون مساواه ولا وفاء بدون نتيجة , فليس من المعقول أن نبقى جنودا لحراسة مصالح الواصلين ومن من لا نعرف لهم عطاءا ولا إنجازا ولا موقف وطنية تعكس مستوى الوفاء والتضحية , لم نجد مسؤولا ، وزيرا كان أو رئيس وزراء, لم يحول مؤسسته إلى مزرعة خاصة يعظم بها من يشاء ويذل فيها من يشاء , بعيدا كل البعد عن معايير الوطن والكفاءة والمصلحة العليا . لم نشهد قرارا صائبا يضع فيه الرجل المناسب بالمكان المناسب , أو يمكن الوطن من خطوة واحدة للأمام ؟! نعم من حقنا أن نصرخ ونحن نشهد وطننا يذبح من الوريد للوريد بسكين بادح أثلم من أصحاب المصالح أو الجهلة أو الضعفاء الذين لا يروق لهم إلا أذنابا من مثلهم يفتحون الابواب ويزينون السهرات , ويمجدون الأعطيات .
نعم تخللت الشخصيات وتعفنت في مراكزها , وكلما ملت من مكان ذهبت لمكان آخر وكأن الدولة الأردنية لم تنجب سواهم ،وقد عقمت فيها الامهات عن ولادة الرجال , نعم الرجال الذين يقول للفاسد أنت فاسد والمتخاذل انت متخاذل والضعيف أنت ضعيف , وكم هي الشخصيات التي جاءت وبالا على مؤسساتها وقطاعاتها فخربت وافسدت ونخرت نسيج القطاع فبات مشوها يحتاج العقود ليحيا , ولا نريد الإستشهاد , فبمجرد نظرة لاي قطاع فسنجد كيف هو ومن الذين يتربعون على عرشه بمزيد من التراجع والخوف والضياع .
التراكمات تتضجر والدممامل تتفجر ,وصديدها يفسد ما نحاول التمسك به من سلام إجتماعي .
ورغم هذا وذاك فالمصحة الوطنية الواعية تحتاج إلى عدم الإساءة لأمن واستقرار الوطن , ولا يجب على كل من مسك ميكرفونا ,أو قلما أو كيبورد أن يستعرض بطولاته بعيدا عن رؤية الوطن المستقبلية . فنحن نعيش وسط طوان لم ولن يبق ولن يذر والواعي من تخطاه , وعلى دول المنطقة إستحقاقات تحاول إسرائيل وأمريكا تمريرها مما يتطلب وفي مثل هذه المرحلة الدقيقة التريث والتعقل والتبصر والحذر , فالكلمة كالقنبلة لا بد وان يكون لها جرحى ومصابين , وكل ما نريده ليس هلع الناس وفتنتهم وإثارتهم بل توعيتهم ليكونوا ايجابيين لا مثائرين بلغة اللامنطق ولا مسؤولية ولا تقديرا لعواقب الأمور . فاليابان وبعد قنبلة هروشيما ونكزاكي , أغلقت على نفسها لباب واستسلمت وعملت بصمت حتى صارت اليابان العظمى فهل قدرنا المواقف وأنتقدنا بموضوعية وباسلوب غير استفزازي حتى نتخطى مرحلة النار .
يا إبن وطني لا تخفض الكيل ولا تصغر الميزان , فلعلنا بأمس الحاجة لمن نجده بعد زمان يشدنا نحو الحق ونحو السلام , فلا نهدم بيتنا بايدنا باسم الخطاب والتمرجل والإفصاح , فما زال الأمل يحدونا أن تطهر البلاد ويأتي عالم النظافة والطهر , وعندها سنقول للنفس عاش الوطن .