قمة الدوحة .. قرارانا المستقل ؟!
ممدوح ابودلهوم
26-03-2009 12:22 AM
[ أحسن صانع القرار صاحب المرجعية في البلاد صنعاً ، حين حسم الموقف السياسي لجهة حضور قمة الدوحة الوشيك انعقادها أواخر آذار الحالي ، وبذلك تسجل السياسة الأردنية مرة أخرى ، شأنها دائماً ، هدفاً آخر في مرمى المعولين على غُرم الانقسام العربي ، الذين بات خطابهم السياسي البائس والأدق ، وبحسب العارفين ، حرفتهم البائسة ، ضجيجاً مأزوماً وعجيجاً مهزوماً ، هي صناعة رهانات خاسرة تعتمد تارة بالونات سوسيولوجية وأخرى إعلامية ، ولا عجب إذ لا تستند تمريناتهم الوهمية هذه إلى أدلجة معروفة ، فيجلس الطيبون لحوارهم على مائدة مستديرة فيما يجب ، أو إلى رافعة مألوفة من روافع العمل السياسي المعمول بها بمقتضى الحال ، بحيث نحتكم وإياهم إليها من حيث هي مظلة ضافية في الفكر السياسي ، لها شرعةٌ ضاربة الجذور واضحة المعالم أذرعها الحيدة والنزاهة والشفافية ، لا بد وأن يكون الحوار الحضاري فيها هو الوسيلة الأمثل طبعاً ، ليصار قطعاً إلى الوصول إلى الغاية المرتجاة أي قبول الخطاب الآخر في نهاية المطاف ..
أصحاب الرهان المتقاطع تماماً مع الموقف السيادي الحر والمسئول للدولة الأردنية ، والذين انقسموا على أنفسهم إلى فريقين وذلك على مبعدة أيام من التئام القمة أعلاه ، الفريق الأول ما زال خائبوه يتباكون ، سراً و علناً ..صبحةً وعشيةً وفي الأذكار !، على ما أسموه بتردد الموقف الأردني ويعنون ضعفه لا ضبابيته وحسب (!) بينما راح خاسرو الفريق الثاني إلى ما يشبه الشماتة من مصير خائب هو فقط في مخيالهم المريض ..
الشاهد أن هؤلاء الذين يحاولون ، دون جدوى ، إحداث حالة من الزحام الذي يعيق الحركة – رحم الله صاحب هذا المصطلح خالدنا الحسين طيب الله ثراه ، أو هم سادرون في غيّهم بهدف إنتاج دايلما سياسية ، تكؤتها الأكثر حمقاً هي وضع العصي في الدواليب ، هؤلاء الذين يغضب مني الراشدون كلما وصفتهم بالفائضين عن الحاجة الوطنية (!) لم يقرءوا حتى في ألف باء تاريخ القرار الإرادوي الحر الراشد والمسئول ، منذ مطالع التأسيس وقيام الدولة الأردنية الماجدة عام 1921 ، أي منذ ثماني عقود عفيّات وحتى يوم النشامى هذا وإلى أن تقوم الأشهاد بإذن رب العباد ..
إذ أن ما رشح من تصريحات للرئيس الذهبي أمس الأول ونقلتها إحدى المواقع الإلكترونية المعروفة ، وعلى مسمع من أهل الحل والعقد في السلطتين التنفيذية والتشريعية ، حول موقف الحكومة الرسمي من تصريحات هيكل والذي أبلغ توصيف لموقفه العصابي الخائب ، هو مثلنا الشعبي القائل (زلمة هدّ على قرية) !، وبأن الإعلام الرسمي ما يجب أن يضيع الجهد والوقت الخاصين بالوطن والمواطن ، بتمرينات سايكوباتية بين حذلقة هرمة و فذلكة شائخة لعجوز فاته الباه فظنها حالة العودة إلى صباه !، وبأن قناة الجزيرة هي قناة مستقلة ما يجب أن نُحمل قطر الشقيقة مسؤولية ما اقترفه هيكل على شاشتها ..
تصريحات الذهبي .. أعلاه ، خلوصاً ، وضعت النقاط على حروف وزير الخارجية ناصر جودة الإثنين الماضي ، وذلك أثناء عرضه للمستجدات السياسية – الأخيرة منها .. بوجه خاص ، أمام رئيس ولجنة الشؤون العربية و الدولية في مجلس النواب الموقر ، وأكثر هذه المستجدات طزاجة القرار العقلاني والمسئول ، ألا وهو المشاركة في قمة الدوحة ما نراه كمراقبين رأس الأمر وذروة سنامه ، على أن يحدد صانع القرار درجة التمثيل في حينه ما يقدم خبر المبتدأ في جملة المشاركة بهيبتها وإهابها السياسيين ، وهو القرار الذي قطع الطريق على المراهنين آنفاً ، وأولاً على المشككين بسلامة الموقف الأردني وفي مقدمتهم هيكل ومن لفَّ لفه من زمرة الخاسرين !!!]
Abudalhoum_m@yahoo.com