facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الادارة بالإعاقة أو الادارة المعاقة


د. عادل يعقوب الشمايله
11-03-2018 11:03 AM

عندما نشأ علم الادارة العامة في امريكا ومن بعد، في بقية الدول المتحضرة، كان التركيز منصبا على مبدأ الكفاءة الاقتصادية. بمعنى أن على الحكومة أن تقدم خدماتها للمواطنين بأقل كلفة ممكنة. بعد ذلك بسنوات أضيف مبدأ اخر هو الفاعلية. أي نسبة الانجاز الفعلي الى الانجاز المقدر في الخطة السنوية او الخمسية.

ثم تطور التركيز فظهر مفهوم الادارة بالأهداف، وظل معمولا به الى أن انبثقت ثورة حقيقة في علم الادارة العامة منذ بداية ثمانينات القرن العشرين ، حيث تم التخلي تدريجيا عن نظريات علم الادارة العامة التي كانت سائدة (التي اصبح يطلق عليها الادارة العامة التقليدية) ليحل بدلا عنها علم الادارة العامة الحديثة. اول من تبنى وبدأ بتطبيق علم الادارة الحديثة الرئيس ريغان في امريكا ورئيسة الوزراء في بريطانيا ثم تلتهما بقية الدول الاوروبية المتطورة. يقدم علم الادارة العامة الحديثة منهجا للخروج من الازمة الاقتصادية والمالية وما ترتب عليهما من مديونية، كما انه يجنب الدول التي تطبقه الوقوع في ازمات مماثلة جديدة. وجميعنا يلاحظ ان وتيرة النمو والتقدم في الولايات المتحدة واوروبا وكندا واستراليا قوية وراسخة رغم كل العواصف التي يحلو للبعض تضخيمها الى مستوى الكوارث. من بين المعايير التي يعتمدها علم الادارة العامة الحديثة: "الادارة بالنتائج". معيار اخر أن يقدم للمواطن "منتج أو خدمة حقيقية يرضى عنها وتتناسب مع ذوقه وتفضيلاته" مقابل ما يدفعه للحكومة. اي انه لا يدفع خاوة للحكومة. معيار ثالث، أن مساءلة متخذي القرارات اصبحت للشعب بالدرجة الاولى وليس للإدارة الاعلى. يترتب على ذلك أن منهجية تقييم أداء الحكومة ووصمها بالنجاح او الفشل هو "نتائج افعالها" الملموسة والمرضي عنها من المواطنين، وليس ما اعلنت عنه من اهداف وشعارات، ولا ما روجت له من بطولات.

أما في الاردن فقد تطورت ممارسات الادارة العامة الحكومية من فن الادارة بالحسد، الى فن الادارة بالتطنيش، واخيرا الى فن الادارة بالإعاقة. طبعا لم تختفي الفنون السابقة، بل اصبحت جزءا من منظومة متكاملة هي: الادارة بالحسد والتطنيش والاعاقة. الحسد يؤدي الى السلبية. أي الامتناع عن اتخاذ القرارات التي تحقق مصلحة او منفعة للآخرين منصوص على جواز الحصول عليها بالقانون. أما الادارة بالتطنيش فإنها موقف حيادي. لا سالب ولا موجب يتخذه الموظف وصاحب القرار ومبعثه اللامبالاة وانعدام المساءلة تجاه المواطن وتجاه الادارة العليا. اي انها برج يسكنه الموظفون المدعومين عشائريا ومن اصحاب النفوذ. في حين ان الادارة بالإعاقة هي سلبية النتائج عدوانية الوسائل. الادارة بالإعاقة ممارسة قصدية ومصدرها أن كثيرا ممن يتخذون القرارات أو يشاركون فيها معاقون فكريا، ومعاقون ابداعيا ومعاقون قيادة وادارة. ويفتقدون الى الرؤيا. بعض ممن هم في مواقع المسؤولية لا يقعون ضمن مجموعة المواصفات السابقة، ولكنه تم اختيارهم لمواقعهم لأنهم اثبتوا انهم موتورون وانهم يفتقدون للمسؤولية الوطنية.

خطب الحكومة وشعاراتها وفهلوات سياسييها واقتصادييها الذين يقعون في احدى المجموعتين لن تقدم حلولا حقيقة وناجزة للمشاكل الاقتصادية او الاجتماعية او التعليمية او الصحية او النقل والمواصلات والاتصالات..الخ. انهم يقودون العربة نحو الهاوية، والعربة الان على الحافة تماما. إنها تشابه خطب الجمعة التي يتناول فيها الخطباء كافة القضايا ما عدا الدين الحقيقي الذي أنزل على النبي، ويزعمون أن لديهم الحلول لكافة المشاكل وانهم المختصون الوحيدون.





  • 1 ثامر الحنيطي 12-03-2018 | 02:36 PM

    اصبت دكتور عادل ، شرح كافي و وافي للواقع ولسياسات الحكومات المتعاقبه ، فشل يعقبه فشل حتى وصلنا لعدم الثقه في حكوماتنا .


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :