إعدام الخليفة هشام بن عبد الملك!
رجا طلب
09-03-2018 06:48 PM
لو كان العلامة العراقي علي الوردي على قيد الحياة لكان قد اعتبر واقعة محاكمة الخليفة الأموي العاشر هشام بن عبد الملك والحكم عليه بالإعدام شنقاً بتهمة ارتكاب جريمة قتل الإمام زيد بن علي بن الحسين بعد مرور 1313 عاماً على "الجريمة"، لكان قد اعتبرها المادة الأساسية والدسمة لكتابه الثمين "مهزلة العقل البشري" ومثالاً صارخا على أن العقل البشري ومثلما هو مخترع للحضارة هو أيضاً مخترع للتخلف.
وفي تفاصيل "المهزلة"، فقد أصدرت في الشهر الماضي محكمة عراقية "مجهولة الأعضاء والصفة والشرعية" في مدينة النجف حكماً بإعدام الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك بتهمة قتل الإمام زيد بن الحسين على إثر الثورة التي قام بها الإمام زيد ضد حكم الخليفة هشام بن عبد الملك.
الخلاف بين سلالة الإمام علي بن أبي طالب والأمويين هو خلاف سياسي بحت ويتركز على أحقية "الحكم"، أي السلطة السياسية، وهذا الخلاف أفرز في بداية الأمر حالة سياسية هي "الخوارج" الذين خرجوا عن الإمام علي بعد قبوله التحكيم مع معاوية بن أبي سفيان، وهؤلاء الخوارج خرجت عنهم أيضاً عدة فرق من أبرزها "الأزارقة"، و"الاباضية"، و"النجدات"، ثم تشكلت الحالة الشيعية والتي خرج عنها عدة فرق وهي "الاثنا عشرية"، واليزيدية والاسماعلية.
وفي التمعن بالواقعة يمكن الاستدلال على جملة من الأشياء التي تعكس المستوى الحضاري والفكري والإنساني الذي وصل إليه العراق اليوم في ظل الهيمنة المطلقة لإيران على العراق "دولة"، "ونظاماً"، و"قيماً"، ومن أهم هذه الأشياء ما يلي:
أولاً: تعمل طهران بالتعاون مع القوى التابعة لها على تطبيق أجندة "التجهيل"، وإشاعة الخرافة بين الشيعة العراقيين وبخاصة في الأوساط الفقيرة وغير المتعلمة، وتعتبر طهران هؤلاء الناس في محافظات جنوب العراق "مرتعاً وتربة خصبة" لاستنبات الخرافات والقيم المعادية للوطنية العراقية، وللقومية العربية، فهدفها الاستراتيجي تحويل جموع هؤلاء الناس إلى "أعداء لأنفسهم"، ولوطنهم، والغرق في مستنقع التبعية "لرجال الدين" الدجالين ومروجي الشعوذة من التابعين لايران.
ثانياً: الاستمرار في المشروع الطائفي وتعزيزه بقضايا من هذا النوع تنبش التاريخ وتوجه الاتهامات بهدف إعادة إنتاج الفتنة وضرب مكونات المجتمع العراقي المسلم ببعضها البعض (السنة ضد الشيعة، والشيعة المؤمنين بولاية الفقيه ضد الشيعة الآخرين الذين لا يؤمنون بولاية الفقيه أو العلمانيين من الشيعة)، والمشروع الإيراني الحالي في العراق هو إعادة إنتاج التشيع من جديد على أرضية وقواعد ومبادئ التشيع الفارسي المعادي للعرب بصورة كاملة وشاملة واستكمالاً لمشروع الشاه إسماعيل الصفوي الذي "شيع" إيران السنية، وشيع جنوبي العراق.
ثالثاً: تؤسس مثل هذه الواقعة التي خطط لها ورعاها مالياً وسياسياً "نوري المالكي" الرجل الفخور بتبعيته لإيران، لتشويه "التاريخ السياسي للإسلام"، وتحويل الخلافات السياسية فيه إلى خلافات دينية وهي مسالة في منتهى الخطورة تنهي قيم الإسلام الدينية وتحيله إلى مجموعة من الأحداث والصراعات الدموية المتراكمة، وتجعل من العرب "حملة الرسالة الإسلامية"، مجرد مجاميع من البدو العطشى للجنس والقتل والجشع، وتنزع عنهم صفات الدين الإسلامي من تسامح وانفتاح وقبول للآخر، وهو هدف إيراني – فارسي لا يخفى على أحد، هذا عدا أنه هدف صهيوني، فالعرب في العقلية الفارسية "العنصرية" وحسبما جاء في كتاب "الشاهنامة" لـ الفردوسي، هم أقوام همجية لا تستحق الحياة، وهذا الكتاب المعبر تماماً عن عقلية الفرس يعد "قرآن القومية الساسانية".
الحقد الفارسي الذي يُبث ضد أبو بكر وعمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص وعبيدة بن عامر الجراح وغيرهم، والذي أُدخل حتى للعبادات، هو حقد دفين بسبب مساهماتهم في تحطيم الامبراطورية الفارسية، ومن أكثر التواريخ سوداوية لديهم هو تاريخ معركة كاظمة والتي وقعت في 12 هـ ومعركة القادسية التي وقعت في تاريخ 15 هـ.