عمون - عبدالله مسمار - افتتح رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي حديثه في لقائه الأول مع الشباب منذ توليه رئاسة الحكومة بقوله ان من اعز اللقاءات على قلبه هو لقاء الشباب.

وتمكنت حكومة الملقي اليوم الجمعة من جمع نحو 150 شابا من مختلف محافظات المملكة بـ 22 وزيرا للحديث عن هموم الوطن والاستماع اليها من وجهة نظر الشباب بعيدا عن تعقيدات الكبار.

في مستهل اللقاء أكد الملقي ان الحكومة لن ترّحل المشاكل الحالية للأجيال القادمة، مشيرا الى أنه لا يقبل بان ننعم حاليا بالخير ونرحل الفواتير الى الجيل القادم.

وقال إنه على الحكومة دعم جيل الشباب وتسديد فواتيرها، مبينا ان الاجيال الحالية استلمت الراية من الاباء بوضع جيد وعليها أن تسلمها للأبناء بذات الحال، لذلك عليها أن تتخذ اجراءاتها وتتحمل مسؤوليتها.

واضاف الملقي ان الاوضاع الاقتصادية التي تمر بها المملكة صعبة لكنها ليست عصية على الحل وبحاجة لبعض التضحيات وأن يتحمل الجميع ذلك، مؤكدا ان الأردنيين يستطيعون أن يفعلوا المزيد، وان يتحدوا كل الصعاب بالسير خلف القيادة الهاشمية.

وطالب الملقي المواطنين بتخفيض استهلاكهم فداء للوطن، مبينا انه ليس مطلوب منهم الان تقديم الارواح، رغم أن الأردنيين مستعدون لتقديم الغالي والنفيس من أجل عزة وطنهم.

الملقي اراد في حديثه للشباب ان يثبت لهم مدى ثقته بهم فأشار الى ان اجراءات الدخول الى اللقاء الذي جمعهم به لم تكن معقدة او تحتوي على اي مظهر أمني فالجميع دخل القاعة دون تفتيش إيمانا من الحكومة بالشباب الأردني وتأكيدا على أن هذا الوطن لهم.

اما الشباب فوضعوا مشاكلهم بين ايدي الحكومة بمصداقية تامة، وتناولت مداخلاتهم البطالة والتعليم والمشاريع الاقتصادية والخدمات المقدمة للمحافظات، الا ان اختلاف اللهجات بين الشمال والجنوب اظهر تفاوت الآراء والمطالب، فبعد تصفيق مطول لحديث ممثلة محافظة عجلون عن الانجازات الفردية للشباب وتمكنهم من إحداث الفروقات بالمجتمعات والتأكيد على ان المحسوبية لا علاقة لها بإمكانية الوصول، تحدث ممثل الكرك عن الأسعار وأهمية تمكن المواطنين من تأمين احتياجاتهم واحتياجات عائلاتهم دون الشعور بالفقر او النقص ودون اللجوء للاقتراض حتى يتمكن رب الاسرة من انهاء شهره، الامر الذي اثار ضجر الرئيس الملقي وبدا واضحا عليه التململ عند بدء حديث الكركي عن غلاء الاسعار، وبدا له الامر كأنه يتحدث مع الاباء وليس الابناء.

رد الملقي على حديث الاسعار قبل اداء صلاة الظهر جماعة جاء واضحا بأن الشباب لا يزال يتحدث بما يدور في فضائهم، ولا يقدمون افكارا وابداعات جديدة، مؤكدا ان نصف المعلومة اخطر بكثير من اللامعلومة.

وقال إن المالية العامة للدولة ممتازة وبدأت بالصعود مبينا ان الاقتصاد الأردني قوي اليوم، ومنتج لمليون و600 ألف فرصة عمل.

واشار الى ان من كل فرصتين عمل ينتجها الأردن تذهب منها واحدة لعامل وافد فيما يستفيد اردني من الاخرى، مؤكدا انه يجب ان يحصل الاردني على الفرصتين.

الوزير حسان:

الدكتور جعفر حسـان نائب رئيس الوزراء ووزير دولة للشؤون الاقتصاديـة أكد ان أكبر تحد هو ضمان فرص العمل والتشغيل، مبينا ان الاسواق الاردنية توفر 50 ألف فرصة عمل سنويا، الا ان التحدي في ان المطلوب توفير 80 ألف فرصة عمل سنويا اذا اردنا المحافظة على نسب البطالة الحالية، مشيرا الى ان اللافت كذلك في ان 70% من الطالبات لا يعملن بعد تخرجهن.

واضاف لدينا مديونية تزايدت مع هبوط النمو، لا يمكن الاستمرار في هذه الحالة فبعد سنوات سينهار الاقتصاد، مشيرا الى ان الضريبة في الاردن في بعض القطاعات اقل من الضريبة في البلاد المحيطة.

واشار الى ان الاستهلاك مهم بالنسبة الى السياسة الاقتصادية، لكن في نهاية المطاف عندما ننظر الى السياسة الاقتصادية لا بد من مفاضلات والنظر الى الاولويات.

الوزير المعايطة:

وقال وزير الشؤون السياسية والبرلمانية المهندس موسى المعايطة إن الدولة مهمتها توفير البيئة التي تضمن الديمقراطية لكنها لا تقيم الاحزاب، مبينا ان أهم قضية تواجه الاحزاب الحالية هو عدم مشاركة الشباب فيها.

واضاف إن الدولة الاردنية قامت باجراءات كثيرة خدمة لتنمية الاحزاب، مشيرا الى وجود 47 حزبا اردنيا مرخصا، لكن العمل الحزبي لا يزال ضعيفا.

واشار الى ان العمل الحزبي ليس تنظير، هو في الاساس ممارسة فعلية على ارض الواقع

ونوه اذا لم نذهب الى الانتخاب على اسس برامجية سياسية لن نتطور، مشيرا الى ان ما يجري انتخابات لأسس غير برامجية بل للدم والقرابة.

الوزير طويسي:

وزير التعليم العالي الدكتور عادل الطويسي أكد وجود صندوق لدعم البحث العلمي محملا الباحثين مسؤولية ضعف الابحاث في المملكة بقوله: المشكلة في قدرة الباحثين على تقديم ابحاث ابداعية.

اداء صلاة الجمعة جماعة:

شارك الوزراء بصلاة الجمعة مع الشبان وفي مقدمتهم رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي ونائباه جمال الصرايرة وجعفر حسان، والقى خطبة الجمعة وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور عبدالناصر ابو البصل.

وفي هذه الاثناء كان بقية اعضاء الوزارة هالة لطوف، مجد شويكة، وعمر الرزاز، ومهند شحادة، وموسى المعايطة، يجرون حوارات مع الشباب المشاركين ويستمعون لآرائهم ومقترحاتهم وهمومهم الوطنية.

الحكومة تولم للشباب:

وعقب صلاة الظهر جماعة اقامت الحكومة مأدبة غداء للحضور من الشباب تخللتها احاديث مطولة مع بين الوزراء الذين توزعوا بين الحضور للاستماع الى القدر الاكبر من الشبان ومعرفة ما يدور في خاطرهم.

واشار الملقي خلال حديثه للشباب الى ان اللقاء الاول لا يمثل جميع فئات الشباب إلا أنه يمثل شريحة كبيرة منهم، وتم الاختيار من عينة عشوائية وسيكون هناك لقاءات أخرى بالمحافظات تقام كل 6 اشهر، وتقدم بها الحكومة انجازاتها وتستمع للتقييم من الشباب ومناقشته.