يطلق على قارئ القصص و الملاحم و الروايات في المقاهي القديمة لقب الحكواتي.و باللغة العامية"بياع حكي" حيث يقوم بالقراءة أمام جمهور المقهى لما بين يديه من قصص و يفبركها و يبهرها حسبما يريد و نرى جمهور السامعين له يتفاعل معه ما بين مؤيد و معارض.
يحضرني ذلك الحكواتي الذي شارفت صلاحيته على الانتهاء...الذي يظهر في أحدى الفضائيات و يقوم بقراءة تاريخنا حسب الأوراق و الوثائق التي بين يديه ...و سواءا كانت تلك الأورق صحيحة أم لا فذلك يطرح عدة أسئلة.
لماذا ليس لدينا أرشيف أردني نستطيع به الرد عليه و على غيره بالحجة و المنطق.
لماذا لدينا أسلوب الفزعة في الرد الصاخب غير الهادئ الذي لا يستند إلى الحجة الداحضة " مسؤولين و أفراد".
و لماذا لدينا عدم الشفافية في التعامل مع الأحداث..مثل تلوث المياه في قناة الملك عبدالله و االتخبط الحكومي في معالجة تلك المسألة.
و لماذا لا يحاسب المسؤولون عنها..فكيف ستقنع المواطن بتصديقك إذا كنت تحجب عنه المعلومة الصحيحة و تتعامل معه بأسلوب الذي لا يعلم " أو كما يقال.....".
حان الوقت للرجوع إلى الداخل و كتابة التاريخ..تاريخنا مدعم بالوثائق الأردنية و عدم ترك الحكواتيين يكتبون و يسردون تاريخنا فلنعلي حيطنا و لا نجعله قليل الإرتفاع يطأه من يشاء و كيفما يشاء و متى يشاء ..فالعلة في مسؤولينا الذين يجعلون حيطنا واطي.