لا أدري كيف تكون مشاعري في هذا اليوم، مابين اقصاها من امتنانٍ وعرفانٍ لمن أقّر هذا اليوم ومخالِفتها لأقصاها من امتعاض وتحسس في إقراره .ولستُ مِن مَنْ في ازدواج الفكر ولكن سيكون تفسيري من قول نردده جميعاً وهو (كلمة حق اريد بها باطل) وستتكرر وتُعاد عبارات وشعارات منمن يطلقون على أنفسهم (مناصرين المرأة) وستطرب وتتغنى لهذه الشعارات والعبارات كُلٍ من قيادات الحراكات النسوية. وسَيُشعِر البعض في عظمة المرأة في أنها الأم والأخت والابنة وأنها المُربية وأساس الاسرة وغيرها وغيرها من معسول الكلام.
وسأبدأ القول من ما أُصر عليه في توصيلي لمتلقي معرفتي في محاضراتي وخصوصاً في مجالاتِ التعايش(النمطية والتنميط).
ومن هنا جاء التضارب بين الامتنان والامتعاض، ففي كل عبارة وكلمة اطراء إرجاعٌ لفعل او وصفٍ او حاجةٍ لرجل وكأنها ترويج لتسويق سلعةٍ تستهدف مُستهلكها وهو الرجل، وكأن هذا العالم ما خُلِق بما فيه الا تلبيةً وتسخيراً لحاجاته، والأمثلة كثيرة، مثلا: في وصف المراة على أنها الام فبهذا يكون ( كلمة حق اريد بها باطل) فالأمومة :هي صفة لمجموعة أعمال يمارسها الانسان اتجاه صغاره ولكن ربط الأمومة بالأنثى في هذا القول هو التنميط بأم عينه ،وكأن مُطلِقها يوجه الفكر في تصنيف أعمال من دونها، تلك تخص المرأة وأخرى تخص الرجل. أوليس العاملين في دور الأيتام من ذكور وإناث هم جميعاً أمهات لهؤلاء الأيتام !
وكم من امرأة بلا رجلٍ بسبب رُملة او طلاق او سفر لزوج كانت هي الاب وقبل ان تكون الام لأولادها ؟
وكم من اختٍ أخذت على عاتقها مسؤولية رعايةأخوانهاوأخواتها!
ولا ننسى من قصص بدء الخلق ان الله أنزل على هذه الحياة الدنيا آدم وحواء معاً وتوعدهما اثنينهما ابليس بالإغواء ، وسفينة نوح عليه السلام ضمّت من كل نوع زوجاً لا مُكمل وإنما لا يكون فرداً دون اخر، وأمرنا الله في كتابه العزيز ان نتفكر في اياته، وهانحن نُقدم على فصل الربيع وكثيرون منّا ممن يعانون من مرض اسمه (حساسية الربيع) وما حساسية الربيع هذه الا تزاوج بين النباتات والاشجار ليستمر نماءها. أأحدٌ صنف او فاضل نبتة عن نبتة او شجرة عن شجرة لطبيعة جنسها كانت ذكر او أنثى ؟
الا تبني الطيور أعشاشها لترعى صغارها ويتبادل الذكر والأنثى الأدوار بين الحماية وكسب الرزق؟
وأمثلة وأمثلة لا يسع هذا المقال سردها وتفصيلها.
خلاصة القول: ان كان في هذا اليوم تسليطاً على مناصفة الرجل في السيادة على هذه الارض فيكون غبطتي وامتناني بذلك، وان كان تنميطاً وتصنيفًا واقصاءاً اقولها رداً على ذلك: ان المرأة فاقت بكثير بما يصف الرجال أنفسهم،فرداً على من يقول فسيولوجيا: فقد أكدت الدراسات "ان ما استطاع رجل تحمل الم ولادة" وهي من أقصى درجات الالم .
وان كانت عواطف: فايضاً الإحصاءات تشير الى أن المرأة هي تختار شريكها بعقلها قبل قلبها،فليست الوسامة في الرجل هي اعلى أولوياتها في اختيار شريك حياتها.
واما عن الصبر وتحمل المسؤولية: فالشواهد كثيرة في البيوت في رعايتها لبيتها ولزوجها ولابناءها.
واما عن الدقة: فدراسات الموارد البشرية تشير الى إعطاء هذا الدور من الاعمال الى المرأة، ناهيك عن قدرتها على القيام بمهام متعددة .
وختاماً أرددها دوماً: ان واجب المرأة وليس كما يردد( حق لها) في إعمار هذا الكون وحقها أن تختار كيف ستقوم بهذا الواجب دون اي تصنيف او تنميط لما يجب ان تقوم به وما لا تقوم به.