منذ فترةٍ والوضع العام من سيءٍ إلى أسوء ، والواقع ومؤشرات السلوك الاجتماعي تستجيبُ لهذا الحال من خلالِ قابليتها للإصابة بمرض الإحباط والموجه للمواطن الاردني.
وقفة مع الإحباط ..
يُعرَّف الإحباط بأنه الحيلولة بين المرء وتحقيق رغبته، وهو مجموعة مشاعر مؤلمة يُصاحِبُها خيبة أمل عندما يواجه الإنسانُ عائقاً بينه وبين الأهداف التى يرغب بها أو مشكلاتٍ يرغبُ بحلها .
فالإحباط يؤثر بشكل سلبيّ على سلوكياتنا، فهو يعوق تقدمنا في مواصلة الحياة ويجعلنا نبدو مكبَّلين بالهمومِ وعاجزين عن الإنجاز.
لماذا يرغبون بإحباطنا ...
إنَّ واقعَ الحالِ في المنطقةِ العربية يتحدثُ عن نفسهِ بكلِّ وضوح ، فالأردن بكلِّ ما لديها من موروث وأعباء منذ تأسيس المملكة لم تتراجع عن موقفها من قضايا عربيّةٍ وإسلاميةٍ، وأيضاً إنسانية ولعبت دورها قيادةً وشعباً في مواجهة ُالتّحديات، فالمراقبُ للدّورِ الأردنيّ الصّلب والمشرف نحوَ كل الأحداث منذُ بداياتِ النّكباتِ والنّكساتِ والنّزوحِ والتّهجيرِ والحروبِ والسّلامِ والرّبيعِ العربيّ الأصفرِ الذي غزا الوطنَ العربيّ، يُنظَرُ لهذا البلد الآمن المستقرِ بكلِ قوة قيادة وشعب ويضع علامات التعجب لماذا لم يسقط الأردن ضعيفاً مهزوماً بعد كل هذه الضربات الموجعة.
أسرار الصمود والمواجهة للأردن...
ليس سراً بينا أننا شعب يعيش رّغم كل التّناقضات فلا يوجد أيّ معادلةٍ تفسِرُ ما هي معايير التّفاعل الاجتماعي في الأردن ، وندرِك بقوة أننا ولِدنا في بلد نحبهُ ويحبُنا وننتمي لرحم الأر منذ الأزل ، الأردنيون حاربوا طوال قرنٍ من الزّمان بسلاح الأمل والطّموح ، الرّغبة في الوجود وتحقيق الأهداف ببناء الأردن تبدأ بشغف المواطنِ الفقير الذي لديهِ أملاً كبيراً في صناعة مستقبل لأولاده ، فهذا طيب وذاك ضابط وآخر مهندس ومُزارع وصاحب شركة ...
الأردنيون وسلاح الأمل..
من يرغب في إحباطنا ..
كل من يراقب صمودنا ويعلم أننا قادرون على صناعةِ الواقع ، بالأمل فقط بيناها فنحن لا نملك نفطاً ولا مناجمَ ألماسٍ واقتصادنا مدعوم من كل حدب وصوب، لكنَ نفوسنا راغبة في البقاء ، هذا ما يهدُد أعداءنا ويصيبهم برهاب فقدانهم السطيرة على زمام الأمور ، فكانَ منهم ما كان من حربٍ إعلاميةٍ ونفسية تبثُّ الإحباطَ في نفوسِنا وتجعلنا نفقد الثقةَ في كلِّ ما لدينا من قوة، نُشكِك في أنفسنا نخون الأمانة في أعيننا ، لنفقدَ الأمل ونسقطَ مستسلمين لواقع مفروض علينا وبعدها لن يفيدَ النّدم.
الأملُ سلاحٌ لن نفرِّطَ فيه....
إنَّ أهميةَ التّوافقِ النّفسي لدينا مطلوبة، ونحتاجُ فقط لاسترجاع الإنجاز ات العظيمة، نعم فأينَ كنّا وإلى أين وصلنا، كلُّ هذا يعزِزُ الإيمانَ في قلوبنا ويؤكدُّ قدرتنا نحو المضيّ قُدماً قيادة وشعباً، حمى الله الأردن.